حظي الفيلم السينمائي الطويل “الجامع” للمخرج المغربي داوود أولاد السيد بإعجاب الجمهور والإعلاميين لدى عرضه مساء أمس الخميس الموافق 2 ديسمبر 2010 في مركز الإبداع بدار الاوبرا المصرية وذلك في إطار مسابقة الأفلام العربية في مهرجان القاهرة السينمائي ، وكان من بين الحضور المخرج المصري محمد خان الذي عبر عن إعجابه بالفيلم وعن “خفه دم” المخرج مما جعل الفيلم كله “دمه خفيف” علي حسب تعبيره . ويعرض فيلم “الجامع” بأسلوب ساخر مزج بين الجدية والهزل قصة فلاح بسيط يدعي “موحا” الذي قام بتأجير قطعة الأرض التي يمتلكها بجوار منزله إلي فريق تصوير سينمائي إيطالي كان يصور فيلم فى القرية وكان يريد بناء ديكور مسجد على هذه الأرض، لكنه يفاجأ بعد إنتهاء تصوير الفيلم ورحيل طاقم التصوير بأن أهل القرية إعتبرو هذا الديكور مسجد حقيقي وبالفعل تحول هذا الديكور إلى ساحة حقيقية للصلاة والعبادة من قبل أهل القرية وتفشل محاولات صاحب الارض الذى قام بتأجيرها لغرض تصوير فيلم باقناع اهل القرية ان الجامع كان مجرد ديكور ولابد من هدمه ليسترد أرضه خصوصاً أن قطعة الأرض تلك مصدر رزقه الوحيد وتتصاعد الأحداث بشكل رائع. وقال المخرج داوود أولاد السيد في الندوة التي عقدت بعد الفيلم إنه استوحى أحداث الفيلم من قصة حقيقة حدثت حدثت معه شخصياً في قرية”ورزازات” 200 كم جنوب غرب مراكش التي تجذب العديد من السينمائيين العرب والأجانب لتصوير أفلامهم نظراً لتضاريسها الطبيعية الساحرة ، وأشار داوود إلي أن “الجامع” محل الجدل في الفيلم يعد ديكوراً حقيقياً لفيلمه السابق “في انتظار بازوليني” غير أنه لم يتم هدمه بعد الإنتهاء من التصوير مما أدى إلى اعتقاد سكان القرية أن الأمر يتعلق بجامع حقيقي أضحى بالنسبة لهم مكاناً للعبادة والصلاة مما أدي إلى مشكلة كبيرة جداً في حياة “موحا” صحاب الارض . وقال المخرج إنه رغب فى فضح عمليات النفاق الديني التي تغزو مجتمعاتنا العربية وذلك من خلال شيوخ نراهم خلال الفيلم وهم يفسرون نصوص قرأنية ودينية وذلك لخدمة مصالحهم الشخصية ولخدمة مصالح النظام ، وأضاف داوود انه يوجد الكثير من هؤلاء الشيوخ فى المغرب كما فى معظبم الدول العربية . وكان فيلم “الجامع” قد فاز مؤخرا بجائزة “سينما في حركة” في مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي بإسبانيا وبالجائزة الذهبية “بايار دور” لأفضل سيناريو في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني بنامور ببلجيكا وبجائزة “التانيت البرونزي”، وجائزة الإنتاج في الدورة ال`23 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية. السينما.كوم