كشفت مصادر إعلامية سينمائية أن الشريط السينمائي الطويل «الجامع» للمخرج المغربي داوود أولاد السيد حظى بإعجاب الجمهور والإعلاميين لدى عرضه مساء الإثنين في إطار المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية. وأضافت أن البساطة في طرح موضوع الفيلم ولغته السينمائية وأداء الممثلين ساهم في خلق انطباع جيد لدى كل الحاضرين في العرض الأول للفيلم. ويروي «الجامع» بأسلوب ساخر مزج بين الجدية حيناً والهزل أحياناً قصة «موحا»، الفلاح البسيط الذي قام بتأجير قطعة الأرض التي يمتلكها ويقتات منها لفريق تصوير سينمائي أجبني بغرض بناء ديكور مسجد، لكنه يفاجأ بعد رحيل فريق التصوير بتحول هذا «الجامع الديكور» إلى ساحة حقيقية للصلاة والعبادة من قبل أهل قريته وشيوخها الذين تشبثوا بقدسية هذا الجامع ومنعوه من هدمه في محاولة يائسة لاسترجاع أرضه. والقصة تأخذ أبعاداً درامية نقدية حين يستغل إمام هذا «الجامع الديكور» نفوذه الديني لأغراض شخصية وسياسية، وعندما يحاول «موحا» استرجاع أرضه بالقوة تتدخل السلطات ويتم ترحيله من قريته تاركاً زوجته وأبناءه لمصير مجهول. وأوضحت المصادر نفسها أن المخرج استوحى أحداث الفيلم الحقيقية من إقليمورزازات الذي يستقطب العديد من السينمائيين العرب والأجانب لتصوير أفلامهم، نظراً لتضاريسها الطبيعية الساحرة حيث يعمد أغلبهم لتأجير أراض من مزارعي الجهة قصد تشييد ديكورات سينمائية عملاقة. وأشارت إلى أن «الجامع» محل الجدل في الفيلم يعد ديكوراً حقيقياً لفيلمه السابق «في انتظار بازوليني»، غير أنه لم يتم هدمه بعد الإنتهاء من التصوير، مما أدى إلى اعتقاد سكان القرية أن الأمر يتعلق بجامع حقيقي أضحى بالنسبة لهم مكاناً للعبادة والصلاة، مما طرح مشكلة معقدة بالنسبة لمالك هذه الأرض. وذكرت المصادر أن داوود أولاد السيد، في تصريح له بعد عرض الفيلم، لم ينف رغبته الشديدة في فضح «النفاق الإجتماعي» لبعض «رجال الدين» الذين يستغلون نفوذهم الديني لتمرير خطب «ظلامية»، وذلك عبر تأويل نصوص قرآنية ودينية مقدسة لخدمة مصالحهم الشخصية. يذكر أن «الجامع» حصل في شتنبر الماضي على جائزة «سينما في حركة» المنظمة في إطار مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي، الذي احتضنت فعالياته مدينة سان سيباستيان شمال إسبانيا. ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بمهرجان قرطاج، والفيلم سيناريو وإخراج داوود أولاد السيد وبطولة عبد الهادي توهراش وبشرى أهريش ومصطفى تاه تاه وسالم دابيلا..