كان الجمهور التازي على موعد غير مسبوق مع سينما الهواء الطلق ، الذي دشّنه نادي المسرح و السينما هذه السنة ليكون فيما بعد سُنّة مُتّبعة ، بل مهرجانا سنويا حقيقيا تحت مسمى : سينما الهواء الطلق ، و قد ركّز في نسخته الأولى على السينما المحلية ، فعرض خلالها ستّة أشرطة تربوية قصيرة في فضاءات عمومية مختلفة بمدينة تازة ؛ فكان العرض الأول بحديقة باب طيطي الموالية للصور العتيق ، و العرض الثاني بحديقة مسجد العباس بن عبد المطلب بحي القدس 3 ، و العرض الثالث و الأخير بحديقة 20 غشت التابعة للبلدية تازة . و قد عرفت هذه العروض إقبالا جماهيريا كبيرا ، عانقت من خلاله ساكنة مدينة تازة الشاشة الفضية العملاقة ، و استمتعت بستة عروض تفاعلت معها و صفقت لها بحرارة . و يأمل النادي المنظم أن تنفتح سينما الهواء الطلق على تجارب وطنية ضمن الأفلام التربوية و ستعلن عن ذلك في زمانه و مكانه المحدّدين ، و بذلك تضرب لعشاق الفنّ السابع موعدا مسبقا إن شاء الله مع هذا الحدث الفني ، لكن بطعم آخر ؛ طعم الهواء الطلق ، و جمهور فراشه الأرض و غطاءه السماء و إضاءته النجوم ، في جوّ نوسطالجي رومانسي أخاذ ، يعيد للذاكرة المشاركة الوجدانية لجمهور الستينيات و السبعينيات يوم كانت السينما دهشته الأولى ، قبل أن تصير فيما بعد نكبة جماعية بانقراض دور العرض ، و تحويل بعضها إلى أماكن هجينة لا علاقة لها بالفن ، لذا كان اختيارنا لسينما الهواء الطلق منبعثا من هذا الإحساس ؛ الإحساس بضياع السينما ، و الرغبة في إعادتها سيرتها الأولى و لو عن طريق الفضاء المفتوح ما دامت قد شُردت و صارت طريدة الشوارع ، و هذا أضعف الإمكان .