مسار حافل بالعطاء والكفاح بين المكتسبات والتحديات تازة اليوم : حسن عاطش كرمت مجموعة من النساء المتطوعات وجمعية أجدادي جدور أولادي ونادي الثقافة والفن بكلية العلوم بظهر المهراز بفاس، في حفل بهيج بفندق المريني، عددا من النساء اللواتي أسدين خدمات جليلة في مسارهن المهني أو كربة بيوت وإنشاء جيلا من الشباب المثالي، تقدمتهن سيدة تجاوز عمرها 120 سنة، سلمت لها هدية رمزية اعترافا بدورها الفعال في التربية والعمل الجاد في شتى المجالات. كما نظمت النساء القرويات من خلال جمعية عين الشقف للتنمية لقاء مفتوحا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وهو اللقاء الذي تميز بكلمة الجمعية، والتي تطرقت إلى الدور المحوري الذي تلعبه المرأة عموما والقروية خاصة داخل المجتمع، مستحضرة مساهمة النساء في تحرير الوطن وبنائه، باعتبارهن ربات أسر وأستاذات وطبيبات وفلاحات ومقاولات وقاضيات ونقابيات... وقد عرف اللقاء الذي أداره الزميل محمد غفغوف، تقديم شواهد وهديا رمزية لعدد من الوجوه النسائية التي أضاءت سماء قاعة الحفل، تقديرا لجودة وعطاءات المرأة في الإعلام والفن والإبداع والإدارة العمومية وبمجالي الصحة والتعليم، وذلك في شخص الإعلاميات المرموقات رشيدة بامي وآمال الشاوي وعزيزة الغاوي وحنان بنجلون ونجلاء السطي، والفنانة المقتدرة كريمة وساط،والإداريات سميرة المحب وغزلان بوشعالة العياشي، والأستاذتين لطيفة لطرش وحفيظة الوزاني والممرضة حفيظة قرداش، إلى جانب بهيجة بلعيد التي ضحت فنت عمرها لخدمة المنطقة في مجال البريد مقابل دريهمات، فاختلطت الابتسامة بالدموع لدى نساء لم يسبق لهن أن حضرن مثل هذا العرس الذي لا ينتهي في ليلة لا تنتهي، حيث ستبقى خالدة في الأذهان. ومن خلال هذه المناسبة يستحضر المجتمع المغربي كل ما حققته المرأة المغربية في مختلف الميادين، وما أحرزته من مراتب متقدمة في العديد من المجالات. وتعد هذه المحطة الأساسية فرصة لمناقشة مشاكل المرأة وقضاياها المختلفة بالمغرب، ونظرا لأهمية ملف المرأة فقد تم تخصيص يوم وطني إضافة إلى اليوم العالمي، للتذكير بدورها وحقوقها وهو يوم 10 أكتوبر من كل سنة، وهو ما يُظهر حضور المرأة المغربية في مختلف الأوراش الوطنية الكبرى، ومن ذلك تعيين جلالة الملك محمد السادس مؤخرا لعدة نساء في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وفي اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، مما يدلّ على جدارتهن وعطائهن في شتى المستويات. وقد برزت وجوه نسائية عديدة على الساحة الوطنية، منهن وزيرات، وسفيرات بدول عديدة، إضافة إلى نساء سلطة وشرطيات في مواجهة الصعاب، برعن بفضل نضالهن في اقتحام وظائف مختلفة، كانت في السابق حكرا على الرجل. كما حققت الكفاءات النسائية المغربية في شتى بقاع العالم نجاحات كبيرة، حيث ثابرن في مجالات مهنية عديدة، وقدمن صورة مميزة عن وطنهن الأم، كما نجحن في بلاد المهجر في أوربا وأمريكا وآسيا وغيرها من البلدان. وقد اتخذ المغرب قرارات عديدة لإنصاف المرأة وإشراكها في كل أوراش البناء والتغيير، وشدد على أهمية تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وضرورة مأسستها، حيث ثم الإعلان وفي إطار مشروع الإصلاح الشامل، عن ضرورة تعزيز مشاركة المرأة في تدبير الشأن الجهوي خاصة، وفي الحقوق السياسية عامة، وذلك بالتنصيص القانوني على تيسير ولوجها للمهام الانتخابية . وتشكل مقتضيات الدستور الجديد قاطرة مهمة في ترسيخ الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان في شموليتها، فمضامين الدستور الجديد للمملكة يكرس مبدأ المساواة والمناصفة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين الجنسين، حيث أعطى مكانة خاصة لحقوق الإنسان في إطار المصالحة الوطنية الشاملة، وإنصاف الفئات المهمشة من أطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء. وقد استجاب الفصل التاسع عشر لمطالب عديدة للمرأة المغربية، حيث فتح آفاق مرحلة جديدة، بتنصيصه على أن الدولة تسعى إلى تحقيق مبدأ المساواة بين الرجال والنساء، وإقراره بإحداث هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز لأجل هذه الغاية، وبمقتضى هذه النصوص أصبحت المرأة المغربية تتمتع بالعديد من الحقوق السياسية التي كانت محرومة منها من قبل وهكذا يمكن القول إنّ الدستور الجديد يعدّ بمثابة قاطرة انتقال نحو المواطنة الكاملة للمرأة. وبالرغم من تعيين امرأة واحدة في الحكومة الحالية، وهو ما أثار استنكار الحركة النسائية المغربية بمختلف مكوناتها، والتي اعتبرت ذلك تراجعا عن مكاسب المرأة المغربية وعن مضمون الدستور المعدل، إلا أن ذلك لم يضعف الصف النسائي المغربي بقدر ما هو مدعاة لبذل المزيد من الجهود لتحتل المرأة المغربية مراتب أخرى موازية ومهمة، نظرا لما عهد فيها من كفاءة عالية.