أنشطة متنوعة احتفاءً باليوم العربي للبيئة وإعداداً ليوم فاس سطر المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية برنامجاً لأنشطة بيئية قام بها بمناسبة اليوم العربي للبيئة الذي يحل يوم 14 اكتوبر من كل سنة . وفي هذا الإطار قام أعضاء المنتدى يوم 13/10/011 رفقة فعاليات أخرى بزيارة لمحطة معالجة الماء الشروب بعين النقبي للوقوف على دور هذه المحطة والاستماع إلى شروحات المسؤولين والتقنيين بها لما تضطلع به من دور هام في تصفية المياه وتزويد المدينة بحاجياتها منها، في أفق استقبالها لمياه سد ادريس الأول التي ستمكن بعد معالجتها من تلبية الحاجيات المتزايدة لكل من فاس ومكناس. وصبيحة يوم الأحد 16/10/011 زار المنتدى غابة عين الشقق ، بتنسيق مع المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. كانت الزيارة مناسبة للوقوف على واقع هذا المتنفس الذي يكاد يكون الوحيد الذي تقصده ساكنة فاس للترويح عن النفس وممارسة رياضة المشي، وحسب مسؤولي المياه والغابات يعرف الفضاء ضغطا كبيرا من حيث استغلاله والتوافد عليه، بيد أن بطء المساطر يحد من فعالية تدبير الغابة.وفي هذا الإطار وقف أعضاء المنتدى ومرافقوهم كثيرا عند مشكل المستنقعات الذي يؤرق الجميع لما له من انعكاسات صحية تهدد قُصَّاد الغابة صغارا وكبارا. وبدا أن ثمة محاولة لردم هذه البرك الآسنة ، ولو أن هذا الحل كان مثار تحفظ من يرى أن الأنسب تعميق الوادي إضافة إلى إحداث سد تلي عند عالية وادي عين الشقف ،.. وفي انتظار الاهتداء إلى حل مناسب ، يبقى غرس أشجار الأوكالبتوس وضرورة الحفاظ عليها أحد الحلول الإيكولوجية نظرا لقدرة هذا النوع على امتصاص الماء الملوث . وتساءل رئيس المنتدى السيد عبد الحي الرايس عن مدى توفر رؤية شمولية، ووجود مخطط متكامل ومندمج لتأهيل غابة عين الشقف حماية لها من الاندثار ، وحرزاً لها من الأطماع، يجيب المسؤولون بعدم توفر مخطط من هذا القبيل بقدر ما يوجد برنامج تدريجي لتهيئة تتوخى استقبال الناس في ظروف ملائمة، بعد إحصاء المستفيدين وتحديد أوقات ذروة التردد على الغابة، مع إعطاء الأولوية لعملية تجديد الغابة بغرس أصناف جديدة قابلة للحياة لفترة أطول وتغطية المساحات الفارغة خاصة بأشجار الخروب، ولقد وقف الزوار على هذه المجهودات فضلا عن ورش قيد الإنجاز يروم حماية المسلك من فائض مياه الأمطار بإحداث مَجاري لها. كانت الجولة داخل الغابة مناسبة لطرح مجموعة من الأسئلة حول البدائل الممكنة لحماية الغابة بصفة خاصة والبيئة بصفة عامة في غياب وضوح الرؤية في السياسة العمرانية وعدم وجود قانون بيئي يحمي المكونات البيئية أمام جشع الإنسان والزحف الإسمنتي . ومن الحلول التي يقترحها غيورون على الغابة إشراك المجتمع المدني وخاصة الجمعيات الترفيهية والرياضية في تدبير الفضاء الغابوي بالتحسيس والإنجاز بمعية الأطفال والشباب واستقطاب المهندسين العاطلين وتحفيزهم للانخراط في ورش إصلاحي للغابة وغيرها من الحلول التي من شأنها المحافظة على هذه المعلمة الطبيعية. وخلص الجميع إلى ضرورة التعجيل بورشة يدعو لها المنتدى، وتنتظم الفاعلين المعنيين والمهتمين لتباحث واقع الغابة ورسم صورة مدققة لما ينبغي أن تصير إليه حتى تؤدي وظيفتها ، وحث جميع الأطراف المعنية على إنجاز عملية مندمجة حفاظا على هذه الغابة الحضرية، وتأهيلا لها لتكون منتجعا طبيعيا بامتياز. وتخليداً ليوم فاس في دورته الثانية التي ستحل في يناير المقبل تحت شعار: “فاس الألفية الثالثة: أي تصور؟” يأبى المنتدى إلا أن يجعل من هذا اليوم مناسبة لبلورة رؤية مستقبلية لفاس من خلال دراسات ومقاربات لخبراء وباحثين ومهتمين بعلم المستقبل. وبصفة عامة يتضمن برنامج المنتدى عدة أنشطة تحسيسية ميدانية كتفعيل حديقة النبات، والتربية على البيئة، عبر تحسيس الأندية البيئية بالمؤسسات التعليمية وتأطير الصحفيين الشباب من أجل البيئة ، وعقد شراكات هادفة، وتخصيص جوائز كالعادة للمبادرات البيئية المتميزة بمناسبة تخليد اليوم العالمي للبيئة.