قامت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أمينة بنخضرة، رفقة وزير الموارد المائية الجزائري عبد المالك سلال، أول أمس السبت، بزيارة لسد يعقوب المنصور بالجماعة القروية لويركان بإقليم الحوز الذي بلغت تكلفة إنجازه 630 مليون درهم. وخلال هذه الزيارة قدمت للوزير الجزائري، الذي كان مرفوقا بعدد من المسؤولين في قطاع الماء والبيئة، شروحات حول هذا المشروع، الذي مول في إطار شراكة بين البنك العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ومؤسسة «أوبك» للتنمية الدولية والخزينة العامة للمملكة. ويقع سد يعقوب المنصور على واد النفيس، على بعد 65 كليومترا جنوب مدينة مراكش، و20 كيلومترا بعالية سد للا تكركوست، وتبلغ حقينته 70 مليون متر مكعب. وسيمكن هذا السد من تحسين تنظيم واردات واد النفيس على مستوى سد للا تكركوست، والتقليص من حجم المياه الضائعة نحو السافلة، كما ستكون له انعكاسات إيجابية من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، تتمثل أساسا في إنعاش السياحة القروية بفضل مميزات محيطه البيئي، والإمكانيات التي يتيحها لممارسة مختلف الرياضات الجبلية (الرحلات والمشي وركوب الدراجات والصيد)، علاوة على مساهمته بفضل جمال طبيعة المنطقة، في جلب نوعية جديدة من السياح، وبالتالي الرفع من عائدات الصناعة التقليدية المحلية. كما تضم هذه المنشأة سدا رئيسيا، من نوع الخرسانة المدكوكة بعلو 70 مترا فوق الأساس، وبطول قمة 233 مترا وعرض 7 أمتار. وتطلب بناؤه 226 ألف مكعب من الحفريات، و330 ألف متر مكعب من الخرسانة المدكوكة، بالإضافة إلى منشآت ملحقة تتمثل في مفرغ للحمولات ومفرغ للقعر ومآخذ للماء ومنشآت للتحويل وحاجز للفج. وسيمكن هذا السد من الرفع من الحجم المنتظم للواردات المائية بحوض النفيس من 68 مليون متر مكعب إلى 85 مليون متر مكعب سنويا. تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع سيساهم في تقوية تزويد مدينة مراكش بالماء الشروب، انطلاقا من سد يعقوب المنصور بكلفة 170 مليون درهم. وتتضمن الأشغال بهذا المشروع، الذي أشرف عليه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، إنجاز محطة لمعالجة المياه بصبيب 700 لتر في الثانية، وبناء خزان بسعة 20 ألف متر مكعب، ومنشأة لإعادة استعمال مياه التصفية ومعالجة الأوحال، مما سيمكن من الرفع من الصبيب المستغل بمدينة مراكش إلى 2900 لتر في الثانية، لتغطية الحاجيات من الماء الشروب في أفق 2015. كما قام الوفد الوزاري بزيارة مماثلة لمحطة معالجة المياه العادمة وإعادة استعمالها بالحي الصناعي بمراكش التي بلغت تكلفتها المالية الإجمالية مليار و760 مليون درهم، حيث ستمكن هذه المحطة التي أنشئت على مساحة 17 هكتارا على يسار الطريق المؤدي إلى مدينة آسفي بجانب وادي تانسيفت، من معالجة المياه العادمة بالحمأ المنشط وحماية البيئة والتنمية المستدامة والحفاظ على الموارد المائية وتأمين التزود بالكهرباء. وبهذه المناسبة، أوضحت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أن هذه الزيارة تندرج في إطار تطوير العلاقات بين المغرب والجزائر خاصة في مجال الماء والطاقة، مبرزة أن المغرب يتوفر على خبرة كبيرة في مجال المياه من خلال البرامج الطموحة التي اعتمدها منذ عقود في مجال بناء السدود وبرامج مستقبلية لتحلية المياه. وأضافت الوزيرة أن المباحثات تناولت أيضا سبل تطوير علاقات التعاون وتبادل التجارب في مختلف المشاريع المرتبطة ببناء السدود وتحلية المياه، مشيرة في هذا الإطار إلى أنه تم الاتفاق على خلق لجنة مغربية لتوطيد العلاقات بين الجانبين في مجال موارد المائية. ومن جانبه أوضح وزير الموارد المائية الجزائري، أن زيارة العمل التي يقوم بها للمغرب تعززت يوم الجمعة الأخيرة، بتوقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين تروم دعم التعاون في مجال الموارد المائية بصفة عامة وإنجاز السدود والتطهير الصحي بكيفية خاصة، مؤكدا أن هذه الزيارة ستعطي دفعة قوية وجديدة للعلاقات الثنائية. ونوه من جهة أخرى بإنجاز هذه المنشأة المائية بإقليم الحوزة التي تشرف المغرب والدول المغاربية لكونها أنجزت من قبل مؤسسات وأطر مغربية، معتبرا أن هذه الزيارة من شأنها تحسين تبادل التجارب والمعارف في مجال بناء السدود.