كم في المدينة يحلو الأنس والسهر وكم نفوس رعاها السعد والقدر وكم أماس من الأحلام باسمة وكم حديث حكاه النجم والقمر وكم أناس أهاج الحب لوعتهم فقاوموا سطوة الأشواق وانتصروا وآخرين عذاب البين مزقهم فاستسلموا لسياط اليأس واندحروا هذي المدينة فيها العيش مضطرب تلك المدينة لا أنس ولا ضجر هي السكينة أحيانا تظللنا وتختفي فيعم اليأس والكدر فلم نجد لصفاء الليل من عوض ولم نجد غير عطر الحلم ينعصر فرب ليل رشفنا خمر ألفته ورب ليل لهيب الشوق يستعر دون المدينة لا ليل ولا قمر ولا عروض ولا عشق ولا سمر أحبها يا خليلي في قساوتها وفي رضاها وفيها الروح تنصهر وتحتسي مهجتي في البعد كأس أسى ويكتوي خاطري والفكر يحتضر هو البعاد على الأحشاء متكئ والقلب سلوانه الإلهام والذكر يا هل ترى تضحك الأقدار ثانية يا هل ترى شوكة الحرمان تنكسر يا هل ترى روضة الأحباب تحضننا يا هل ترى تجمع الأيام ما نثروا وهل ترى نلتقي بالحي في مرح وهل ترى ترجع الدنيا وتعتذر لم يبق يا خل في الأعماق مقدرة لم يبق في الروض أزهار ولا شجر ما باله العقل فيه النار هائجة؟ ما باله القلب في الآهات منغمر؟ يا خل أعيى النوى روحي وعذبها يا خل قل لدروب الحي تنتظر يا خل أبلغ حبيب العمر لهفتنا واشرح له لوعة في الصدر تستتر ****************** عفوا أخا الشعر لا ذنب ولا ضرر إن خالطت شعرك الأنات والزفر أدري عذاب الهوى حقا وأطعمه أشكو إلى الله والأحشاء تنتخر فاصرف أساك فما الأسيان منتصر ولا الكآبة في الأشجان تعتبر دع الزمان يقود العمر كيف هوى واصبر كما كابد الماضون واصطبروا شأني كشأنك في الأشواق يشبهه خطبي كخطبك والنيران والشرر أراك في كنف الظلماء معتكفا ترنو إلى الأفق والأحلام تنقطر أراك في نسمات الفجر مبتسما وفي الضحى ساخطا والناس قد نضروا أرى المدينة،في أرجائها كدر لا حسن فيها سوى الآمال تنتظر ما أعجب الحي كم نسعى لرؤيته ويسأم القلب من لقياه والنظر أنا هنا في النوى بالروح أحضنه وأمتطي صهوة الذكرى وأنتحر الشعر في غمرات الليل يؤنسني والنفس من فرقة الأحباب تكفهر والحلم في لحظات النوم يوقظني والعين يدمعها الخلان إن ذكروا والكاس تجرعها الأحشاء من كمد والراس أثقله وحي المنى – ثمل- عبود يا خل في بالأحزان متشح يذيبه في الغرام الشوق والعبر عبود صب يعاني في الجوى مضضا عبود في عالم ينتابه الخطر معلق بسراب ليس يمسكه متيم بحبيب قلبه حجر مسامح لا أعادي في الهوى أحدا سريع دمع على العشاق إن جهروا رهيف حس،قتيل الحسن،ما بيدي عديم نوم صديق الليل منكسر شريد ذهن ولا الأقدار ترحمني جريح قلب،صريع الهجر منحسر ألوذ بالله في همي وضائقتي وأطلب العفو في الزلات،أغتفر رحماك يا رب من ناري ومن ألمي رحماك وحدك،لا جن ولا بشر وجدة ،دجنبر 1992