تازا سيتي: تازا سيتي: بالرغم من تصنيفها كتراث وطني على غرار بعض المدن المغربية الأخرى، و بالرغم مما تشكله مآثرها التاريخية كأحد المعالم التراثية المميزة لها، إلا أنها تتعرض لعملية تشويه تدعو إلى الحسرة على ما آلت إليه الأوضاع من تسيُب وتدهور واستخفاف بمحبي مدينة تازة وساكنتها وأبنائها المنتشرين في مختلف أنحاء العالم، و ذلك من طرف المكلفين بالسهر على وضعية المآثر التاريخية بتازة. و عليه فقد تم أواخر السنة الماضية بناء ما يشبه باب كراج، باستعمال الحجر و الإسمنت على فتحة أحد الكهوف التي تقع من الجهة الشرقية لباب جمعة الفوقية، و المسمى " بكاف بلغماري" بطريقة تعبر عن تشويه غير مستساغ وتلاعباً بالتراث وتدخلاً لا لزوم له في الرمزية التاريخية للمآثر بهذه المدينة الضاربة في جذور التاريخ. و حسب امحمد العلوي الباهي الباحث في تاريخ المدينة و في حضارتها "[COLOR=darkblue]فإن تسمية الكهف بكاف بلغماري يعود إلى تسمية الناس قديما للمواقع باسم مالكي الأراضي، و قد سمي بهذا الاسم ارتباطا بالجنانات التي يوجد ضمنها هذا الكهف...و من الثابت أن الكهف ذو دلالة و رمزية تاريخية، حيث يعد متحفا في الهواء الطلق يعرض عدة لنقوش خلفها الإنسان قديما، أهمها وجود قرص من الشمس محفور على الجهة الشرقية لأحد جدران الكهف الداخلية، مما يدل أن الانسان القديم قد كان يعبد الشمس، و قد اتخذ من الكهف معبدا أو مأوى له ، نظرا لاعتبارين اثنين: أولهما و جود عدة "رافدات" محفورة بالجدار الداخلية قد تكون تعبيرا فنيا أو تجسيدا لشعائر عقائدية...ثانيهما هو استكشاف عدة حفريات و بقايا أثرية التقطت من الكهف بين عشرينيات و ثلاثينيات القرن الماضي إبان الاستعمار الفرنسي ، و قد تم تجميعها، و أخذها لمتحف وهران بالجزائر، حيث كان المتحف الوحيد لفرنسا في شمال إفريقيا آنذاك، و لحد الساعة لا زالت تلك الحفريات بالمتحف المذكور و مكتوب عليها أنها جلبت من مدينة تازة- بالمغرب[/COLOR]" و من خلال هذه المعطيات، كان من المفروض على مرتكبي هذا العمل الإجرامي في حق أبناء هذه المدينة، و في حق الوطن و التاريخ، بعدم الترخيص لبناء جدران حجرية و باب حديدية تحمل فكرة عجيبة ذو دلالات همجية بوضع شاقور و فأس فوق باب الكهف الرئيسية، و الاكتفاء ببوضع شباك حديدي أو سياج كما سبق و أن وضعه المستعمر سابقا، و كتابة لوحة على بابه تؤرخ له، مع تحويل ميزانية التشويه هاته في ترميم و لو جزء من باب جمعة الفوقية أو التحتية حتى لا يسقط ما تبقى منها بفعل العوامل الطبيعية، فهل تتدخل المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، لتنقذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من هذه المدينة؟ [IMG]http://tazacity.info/news/infimages/myuppic/4b853967a1f26.jpg[/IMG] [COLOR=red]إقرأ أيضا[/COLOR] [URL=http://www.tazacity.info/news/news-action-show-id-1020.htm]- الرياح القوية تتسبب في انهيار أجزاء من أسوار تاريخية بتازة[/URL]