إن السنة امتازت عن سابقاتها بما هو أشد هولا، وأكبر خسارة في سائر الأنحاء من المغرب وخاصة في الغرب والجبال الوارفة بالثلوج، وعرفت السنة بما هي أشد اضرارا سواء في الغرب وما جاورها أو بالجنوب، حيث تساقطت الأمطار بما هو مفيد ولكنه أدى الى خسائر كبيرة وقد عرفت الفياضانات بما أدى الى فساد الأراضي المحروثة، ووجود النباتات المهمة المفيدة بالنسبة الى السكان بل تضررت البنايات السكنية، حيث ملئت بالمياه، واغلقت المدارس وانقطعت المواصلات ورغم الجهود المبذولة فإن ذلك لم يعط النتائج المرجوة لإنقاذ السكان ولم يتم فتح الطرق المليئة بالمياه. وليس هذا مقتصرا على الغرب لأن السنة شديدة التساقطات، مما زاد زيادة هامة حيث بلغت ما يفوق ثمانية وثمانين من منسوب المياه ولم يكن في السنة الماضية الا خمسة وستين، وحيث عدد من الأماكن أصيبت بخسائر هامة وبانقطاع الطرقات، كما حصل في تاونات وتازة كفيضان اكنول وانقطاع الاتصالات في عدة أنحاء وخاصة بالجبال حيث الثلوج أدت الى خسائر جسيمة، وما وصلت اليه من البرودة التي وصلت في عدة اماكن الى انخفاض بلغ خمس عشرة درجة تحت الصفر. لاشك ان المسؤولين اهتموا أشد الاهتمام بالجوانب كلها وقدموا بعض ما هو ضروري للمحافظة على الوضع في عدد من الاماكن، سواء بالنسبة الى الشمال او بالنسبة الى الجنوب، ولكن الإعانات المقدمة ليست بكافية أمام الخسائر التي لحقت بهم، والتي لا يمكن تفاديها في العديد من المناطق كما حصل في الغرب وكما حصل في الجنوب. ومن ثم فإن الاعانة المقدمة ليست بكافية، وذلك ما حصل في السنة الماضية، بل إن ما حصل في هذه السنة أبلغ واكبر مما تعرض له السكان، ولسنا ندري ما يمكن أن يحدث في السنوات الآتية، لذلك يجب أن تعالج هذه المناطق المتضررة، وغيرها مما هي معرضة اليه بطريقة تامة كفيلة بإبعاد السكان من الخسائر، وبأوفر مما يجب من الامكانيات لفتح الطرق، وذلك باتخاذ التدابير الكفيلة لحماية هذه المواقع المعرضة للفيضانات، كما هو الشأن بالنسبة الى الغرب وبالنسبة الى الشمال بصفة عامة وايضا بالنسبة الى الأودية التي تعرف الفيضانات، وذلك قصد وقاية السكان مما يحصل لهم في عدد من السنوات.