يوسف ججيلي * حزين لاعتقال علي أنوزلا بدرجة حزني يوم رُمي رشيد نيني في سجن عكاشة. ربما أعرف أكثر من البعض ما يشعر به أنوزلا الآن.
عندما تجد نفسك في مكاتب الشرطة وبين أسئلة المحققين يداهم تفكيرك شريط غريب تحضر فيه الأسرة الصغيرة والموقف وأشياء أخرى، وفي لحظة تتساءل هل سيتضامن معي من أكتب إليهم يوميا؟ هل سيقفون إلى جانبي؟ هل زملاء الحرفة متضامنين معي أم سينهشون في جسدي؟..
تتطلع فقط لكلمة تضامن طيبة، خصوصا من الزملاء، وليقع الخلاف بعدها عن القضية موضوع المتابعة.
حزنت كثيرا يوم قال القاضي إنني مدان بشهرين حبسا مع وقف التفيذ، وفي حاسوب المكتب كنت أطالع عبارات التضامن من بعض الزملاء وكثير من القراء والمتابعين، وانتظرت جرة قلم من علي عله يقول كلمة طيبة في حق زميل له اشتغل معه وجاوره لسنوات في تجربة رائعة كان اسمها «المساء»، لكن علي لم يخط شيئا، واكتفى بخبر جاف.
وبين زملاء اليوم الذين ينددون باعتقال الصحافي من نهش لحم هذا العبد الضعيف مباشرة بعد النطق بالحكم في حقي، حينها كان تأثير العقوبة السالبة للحرية عادي وكنت ومازلت مستعدا، لكن الطعنات من الخلف كانت أقوى وأشد ضررا، وكأن هؤلاء لا يعرفون أن اليوم علي والغد عليك. في الأصل، التضامن واجب بين عشيرة الصحافيين. وأنا متضامن مع علي أنوزلا.