متابعة - تازاسيتي في كتاب موجهة لكل ممارسي المسرح بجهة تازةالحسيمة وتاونات، دعا الفنان أحمد العشوشي كل "صاحب حق أو متذمر أو متأفف عقب الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي لمسرح الطفل المنظم بتازة إلى فتح نقاش بكل شفافية ومسؤولية و أريحية و رباطة جأش وعزة نفس وعلو كعب وموضوعية داخل الإطار النقابي المسؤول -الفرع الجهوي تازةالحسيمة وتاونات وجرسيف للنقابة المغربية لمحترفي المسرح- بعد فتح أبوابها الموصدة من طرف من وصفهم ب 'المهيمنين والقابضين بقبضة من حديد على مفتاحها' في وجه المبدعين المسرحيين الشباب".
و استأنف العشوشي في دعوته التي توصل موقع 'تازاسيتي' بنسخة منها، كون سلوك خيار أخر سيعد بنظره "استمرار للرغبة في إيجاد حبال سرّية جديدة ومتجددة لأحكام مزلاج بواب الفرع الجهوي في وجه كل المبدعين المسرحيين الشباب المستبعدين و المهمشين وغير المرغوب فيهم داخل هذا الإطار القانوني العتيد والمعترف به وطنيا، للنظر في مظلمة طالت أي فنان مسرحي بالجهة" مطالبًا "تشبيب النقابة بدماء وأنفاس جديدة وتفعيل أهدافها ومراميها عوض إبقاء نفس الوجوه المتكالبة على الجسد المسرحي المحلي أو لجعلها ورقة ضغط خفية لقضاء مآرب وامتيازات شخصية ضيقة؛ ضاعت في غفوة".
داعيا إلى إعادة النظر في تنظيم الحرفة المسرحية من كيفية البحث عن موارد الإنتاج إلى ترويج العروض على مستوى الجهة ؛ والعمل على تنظيم ورشات للتكوين المسرحي ، وإعادة النظر في الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة تازةالحسيمة وتاونات وجرسيف بعيدا عن المشاكل و الهزات والرجات التي باتت تنخر جسده الحالم والمحموم ما دام أصل العلة – في اعتقاده- أزمة حوار مع الذات او بعبارته -عمن نحن وماذا نريد-. في سياق متّصل، استنكر كل من المخرج المسرحي محمد بلهيسي و محمد بلخضير إلى جانب مجموعة من رواد المسرح التازي محاولة تقزيمهم او الاجتتاث على تاريخهم و حاضرهم من أجل إرضاء أهواء شخصية و حزبية عنصرية، مطالبين بتدخل الجهات الوصية لقطع الطريق على كل مرتزق بهذا الفن النبيل و كل متخذ من المسرح مطية سياسية لقضاء مأربه الشخصية و المرضية، واصفين ما تعرض له رواد المسرح بتازة قبل و خلال فعاليات الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي لمسرح الطفل ب "المؤامرة" مستدلين بمهزلة تكريم "الفنان نور الدين بنكيران" و المنع المفاجىء من "عرض مسرحية - الدقات الثلاث بمسرح تازة العليا" بالإضافة إلى ما شاب حفل افتتاح و اختتام المهرجان من ارتجال أساء لحضارة مدينة (تازة) وتاريخها ورقي رجالاتها الفكرية والفنية من أجل إرضاء أهواء شخصية و سياسية محضة.
لاعلاقة بما سبق تعيش مدينة تازة خلال السنوات الخمس الأخيرة أزمة ثقافية جوهرية في شتى المجالات المعرفية و الإبداعية (بعيدا عن المظاهر الخداعة؟)، للارتهان الشأن الثقافي المحلي بالولاءات السياسية و العطف المخزني حتى أصبحت العلاقة بين السياسة و الثقافة و المخزن علاقة تبادلية مؤثرة حدّ التوهم، فتارة منتجة و تارة أخرى قاتلة و كل محاولة للهروب هي هروب من واقع متلبس ومتراكم بين عوامل يختلط فيها المصلحي بالنفعي و المبدع بالمسترزق و الحرّ بالعبد ...حقا هذه الحقيقة التي نراها أكثر جلاءً اليوم من أي وقت مضى بمدينة كان لها أن تنتج الأفضل ثقافيًا لا أن تصبح ترويجاً ودفعاً لشبهات السياسة و المخزن.