في إطار الأنشطة الموازاية لفعاليات الدورة 14 للمهرجان الدولي لمسرح الطفل بتازة المنظم ما بين 25 و 27 أبريل 2013 و بحضور نخبة من المثقفين و الفنانين، عرضت فرقة مسرح التأسيس بتازة، أمس الجمعة بمسرح تازة العليا مسرحيتها التركيبية الموسومة ب "الدقات الثلاث" و المعلنة عن ميلاد حياة جديدة لأعمال رواد المسرح التازي خلال 40 سنة من العطاء، المختزلة في إيقاعاتها لصدى سنوات من الخلق والإبداع.
تنطلق فكرة هذا العمل الذي أعدّه الفنان المقتدر محمد بلهيسي و أخرجه الفنان محمد بلخضير في 11 لوحة فنّية، بسنوغرافيا للفنان عبد الحق بوعمر من الدقات/البداية من قلب موسم كبير ..موسم بحجم الوطن الكبير...موسم يجمع الناس بالناس، يحجون إليه من كل حدب وصوب، يحجون إليه قاصدين 'شراء الفرح'...المستحيل...الذي لم ولا ولن يتحقق في غياب إنسانية الإنسان العربي... ينقلب إلى مأتم يتبادل فيه الناس التهم ...ليطرح السؤال الكبير/ العميق/ العريض... من ضد من؟...ومن يتهم من؟.... ما هي التهمة؟ أم أن القضية هي : (لغم) يصعب التكهن بميقات انفجاره....
وتتدخل الدقات الثلاث لتحسم الأمر مؤقتا، على أساس أن يتحمل الفكر/المؤلف مسؤولية إعادة توزيع الأدوار على المتهمين ومن اتهموهم.. بين هذا وذاك تحضر شخصيات وتغيب أخرى... تتداخل الأزمنة وتتقاطع المسافات والأمكنة ....ليرتمي الكل في النهاية "داخل مزبلة التاريخ"...فلا شموخ الأطلس ، ولا عروبة صلاح الدين، ولا زهد الحلاج، ولا تورية هاشم،...ولا صوفية الحكواتي، ولا صراحة خناس... استطاعوا القضاء على نرجسية "نرسيس" ليبقى حضور الفرح مغيبا مقابل حضور : العنف، الغضب، والبطالة وكل أنواع الفساد...
فلا الموسم استطاع تحقيق الفرح ولا شخصيات الموسم استطاعت الكشف عن الحالات المتمردة على الفرح...لتعود اللعبة في النهاية إلى الفكر/ المؤلف في محاولة لإعادة تركيبها وترتيب أوراقها المبعثرة، كل هذا وتبقى الدقات الثلاث هي ذلك الجرس/الزمن/المنبه الذي ينبعث منا وفينا ومعنا، إنذارا أزليا يحضر في كل زمان ومكان...ليترك لنا مبدعين ورواد (محمد بلهيسي، نور الدين بنكيران، محمد نجيب اطريمس، عبد الحق بوعمر، يوسف الوطاطي، فتيحة الحيمر، شيماء صبيح) استحضروا سنوات طوال من العطاء في تشخيص أدوار مسرحية أسدلت ستارها بإعلان الفنانين محمد بلهيسي و نور الدين بنكيران اعتزالهما المسرح محليا احتجاجا على ما وصل إليه العمل المسرحي في ظل تقزيمه من السياسي... (تابع الفيديو)