استضافت جمعية الشعلة للتربية و الثقافة فرع تازة، مؤخرا، الزّجال المغربي مومن عيسى أبو يوسف صاحب ديوان "كنانيش منسية" و ذلك في إطار النسخة الثالثة من المقهى الادبي و كذا الاحتفال باليوم العالمي للشعر لسنة 2013 بمشاركة الشاعر عبد الحق عبودة و الشاعرة رشيدة البورزيكي.
وقد شكل هذا اللقاء الثقافي فرصة لفك جزء من شفرة ديوان "كنانيش منسية" الذي أرادت له الضرورة البيانية أن يصاغ في انصهار العامي و الفصيح في لحمة دلالية واحدة، "الكناش" بوصفه تراثا مكتوبا يحيل على الذات و الكتمان و "النسيان" باعتباره ضرور انسانية، يقول الدكتور عبد الحق مبسط.
و يضيف د.عبد الحق مبسط، كون إسناد صفة "منسية" إلى اسم جمع نكرة "كنانيش" يحيل على كون مشروع الكتابة مرّ بمرحلة مخاض طويلة لإخراج تلك المضامين من الذاكرة الثقافية المغربية الجماعية في صيغ زجلية، تتناغم فيها الأقاويل الشعرية مع مقصدياتها الوجدانية و الاجتماعية و التربوية و الجمالية الفنية.
أما في ما يتصل بقيمة التكثيف الدلالي في العنوان، فيْجزم د.عبد الحق مبسط كون الشاعر "مومن عيسى أبو يوسف" لم يقصد إلى ذلك قصد صناعة أو تكلف و إنما كان ذلك ضربَا من الاختزال الجمالي لثقافة مغربية أصيلة و معرفة بيانية تناسجت في قطعتها خيوط الموسيقى و اللغة و البيان و النكتة و الدعابة و التعجيب و التخييل.
مشيرَا كون سياق فلسفة العنوان تبرز مع كل قصيدة يعبر عنوانها تعبيرا عميقا على لحظة إبداعها ليس بدلالة "اللحظة" الزمانية الضيقة بل باللحظة الثقافية-النفسية التي تنصهر فيها المعرفة البيانية للمضمون المشعور فيه و به مع المعرفة الثراثية، و هذا ما يتجلى في توزيع القصائد الزجلية من الديوان على ثلاث كنانيش "البوهالي" و "الغرام" و "براولي"، و استهلالها جميعا بقصيدة "معاي" لرسم جزء من عوالم الديوان المفرغ في "الرتاب".