عَمَّتِ الفَوْضى بَغْثةً كُلَّ الجَسدْ لما تألَّمَتِ العَينُ لفِرَاق المِرْوَدْ وبكتْ لفُقْدَان الكُحْلِ الأسْودْ فاشتكتِ الأنامِلَ بلون الوَرْد لحواءَ... فكانتْ ظالمة ً، للحكم لم تُجِدْ أغْفلتْ عَنْ كل البُنودِ ولم تُنفِّدْ حُكمَ الأجْرَام ضِدَّ البَنَانِ بفِعْلِ الحَسدْ
فمَنَعَ الخَدَّان الدُّمُوعَ مِنَ الانسِيَّابْ عَلَى أرْضِهِ وسَهْلَهِ وكذا التُّرَابْ اسْتِنادًا لِأوْهَى الحُجَج والأسْبابْ : انْجِرافُ المَساحِيق وحُصول الخَرابْ وإتْلافِ الرُّوتوشَاتِ على التجَاعِيدْ التي رُمِّمَتْ منذ زمن غير بعيدْ
فانتفضتِ الجَدائلُ تسابق الهواءْ بعدما كانت مُحصَّنة تحث الرداء فأصبح الغجري حُرّاً يعبث كما يشاءْ يصعدُ الجِيدَ ويهبط بلا حياءْ... يمرح على لمعان صفحة الجبين يحكي أسراره للقِرْطيْن وللأذنين يحْجُبُ العَبَرات ليُواسِي العينين يداعب بلطف حمرة الوجنتين
َبرَزَتِ الحَسناءُ ممشوقة القَد على هامَتِها الهيفاء ، لاحَ أجْملُ خَد حِِِينها , تمزَّق الوِشَاح وبرز النَّهْدُ مُتَغَطرِساً في شموخ وقال : أنا الأجْوَد
رَدّاً عليه , ودون تفكير أو تردد أطلقتِ اليَدُ ... سراح السَّاعِد فتنفس الصعداء من الأعماق وتنهد : لكم الله يا سُجَناءَ حُكم المُؤبَّد
بِحَنَقٍ وحَيْرةٍ تَطلعَ الكَتِف بلا حياء و لا خجل و لا خوف أزاح غاضبا فرمى جانبا المعطف بأخذ الثأر رَدَّد و نَدَّد وهَدَّد : سُحْقاً ,سُخْطاً,لهذا الجَسد !
فقاطعته ثائرة، الصُّرَّةُ المُتمَردَة بعد أن قَفَزتْ على سُور الحِزام: حُرَّةٌ أنا لست مُنذُ الآن عَوْرَة وليسَ على ذِمَّتي أيُّ التزام فالعولمة مَنحتني جَواز الحُرية أركبُ في كل اتجاه ريَّاح المُوضة وانتهى كل تعْليقٍ وَنقدٍ أوْ كلام
أما الردْفين المسكينين المحاصرين من كل الجهات,كذا اليسار واليمين اشتكيا من فرط الأشْجَان والعُدْوان بفعل ضغط سراويل الدْجِين والدَّان: عَجَباً لحواء تنشد حريتها في كل مكان ! وهي سَادِيَّة تُقيِّدُ ظلما الآخرين! تبًا للنفاق ولهذا الجسد اللعين...
فاحْتارَ الجَارُ المُكْتَِنزُ الْفَا خِد بين الفِعْلِ الرَّاشِد , والرأي الناقد شيْئيْنِ اثنَيْنِ جَمْعُهُما مُتناقِض: بين التستر العفيف المَألُوف .. والكَشْفِ السخيف المُحْترِف ! إنْ تسَتَّرَ يُرمَى بالجَهْل والتخَلُّف و إنْ كُشِفَ لا مَفرُّ لهُ مِنَ العُنْف!
رفَضَ القدَمَان المَشْيَ عَلى الأرض! وأصَرَّا طُولَ كَعْبِ الحِذاءِِ في تَحَدّ دُونَهُ لن يَْنفعْ , وإرْضَاءَهُما لَن يُجْد غَيْر أنَّ الأصَابِعَ الصُّغْرى للأرْجُل ثَارَتْ ولم تستطع السكوت والتحمل رفضت الاستسلام والإهانة والذل: ألاَ تُقِيمُوا يَا هؤلاء,لهذه الفوْضَى حَدّ ؟ ! وإلا سأضرب عن الحراك إلى الأبد! فبِدُون قاعِدةٍ لا يقوم للهَرَم قِيَّام مَا هَكذا تَكون أخلاقيات الإسلام هَذِه ثورة ضِدَّ العِفَّة وأنْبَلِ القِيَّم ... هذا خُروجٌٌ صَريحٌ وخَرقٌ للنِّظام! شَكَّلَهُ مُشجِّعِي الانحراف والانحلال كُل حَرام أصبح عِندَ البعض حَلال !
وأخيرا تكلم الفمُ بشديد الحُزن والألم فأفْصَحَ : " باسم الله الرحمان الرحيم" اسْمعُوا,عشيرتي ,لنطق اللسان الحكيم : "اسمحوا لي إخوتي , اصغي يا عالم ما ذنْبُ صِنْفِ ،المِسكينِ الخشن ،الرجال ؟ إن كان من عادته البحث والترحال والتهافت دوما على حسن الجمال كلنا مَسْئولون عن شَرَكِ الاحتيال نَنْصُبُه لَهُ لَيركَبَ كل أنواع المُحَال ويبِيعَ المُغَفَّلُ مُرْغَما حتى المِعْطف لا َيهُمُّه لإشباع شهوته ما أبْقى أو ما أتْلَف حَتى وإنْ مِنْ أجْلهِ السجْنَ ذَ لَف عَلينا نحنُ مَعْشرَ آلِِ حَوّاءَ قلِيلُ التعَفُّف الحَالُ هذا,فكَيفَ يَغُضُّ الطرْف؟ والحَسْناءُ مِنْ حَوْلِهِ تُرْهِبُ العَواطِفْ تُزَلِزلُ كِيَّانَهُ وتعْصِفُ ِبقَلبِهِ العَواصِفْ إرْهَاِبيَّة ٌحُرة طليقة في كل زاوية ومُنعَطفْ !! ----