أَركَبُ...وأرْكبُ لِحْيَتي ذاتِ الشعَِر الأشعَثِ... الكثيفِ المُتَنَاسِق..! قبل أن يُمَزق الغَسَقْ ِوشاحَهُ المُرْهَف... أخْتِرقُ السَّرَادِيب النَّتِنة ْ! أطوفُ الأحْيَاء المُمَزَّقة ْ أُحَاِربُ جَحَافلَ المُوبِقاتْ... أحْنُو على قاَِرعَاتِ الطُّرُقََاتْ... أجُوبُ أفْخَمَ الشوَاِرع ْ: أحْمِل عَنها مُخلَّفات الوَلائِمْ ! أرْصُدُ كلَّ زُقَاقْ... أمْسَحُ عنها دموع الأحزانْ أجْلُوا عن كل مَسَاِر ضيقْ أهُش على غُبَار السِّنين... أُسْقِطُ عنكبوت النسيان! قبل هُرُوب الأشعة من كَنَفِ الظلام قبل دخول الحَوَاس من خارج التغطية قبل تحَرُّك الأنفاس في اتجاه المجهول قبل دبيب الإنسان في الإنسان... أدخلُ بَوَّابة اليأس العتيقة وسَط سُوِِر طويل من المُعَانات... أخْرجُ من فَْوهَة البُركان... يَلُفُّنِي الغُبَار الملفوف بالتناقضات يُعانِقنِي...يباركُني اللهيب... أنا لا أهاب المَنُون...! أَصْلا،لأنني من الأمْوات... أنا مُعْجِزة المعجزات : لا أحَدَ يَقومُ مَقامِي... يَجْرُؤُ الغَوْصَ في ذاكرة الزمان! يجْرُؤُ الخَوْضَ في الوَحَلِ... يجْرُؤُ السباحة في التراب إلا ذاك المسكين الصَّبِي ... أو كَمْنْ هو مِثلي...! كل هؤلاء الأشباح أدْرَأُ عنهم أنا... أدْرأُ عنهم البَلاء لا حول لهم ولا قوة دُون وُجودي أنا ...! **** رُؤسَاءُ جُزُِر الأحلام يُوَارُون كِبِْريَّاءَهم بسَحَاب الَّلامُبَالاة !... المُنْبعِث من قِمَم الجبال... جبال السيجار الغليظ ! يُعَلّقونَ اهْتِراء مٍعْطفِي في مَهبِّ الرياح ... علامة لكل زائر سائح يَْصلُبُون هيْكل أمجَادِي على هَدِْر دَمِي ... دمي الذي ،يرفُضُ أن يتجمَّد ! تحث أقدام الكراسي... الكراسي المنتفخة بالأقداح...! يحكمون عليه بالعَدَم ... وتستعصي المشنقة عن تنفيذ الأحكام ! فيَرْكَبُهُم الذعْرُ والمَلل... لتنْسَى أو تَتنَاسَى العُقول تأتي شياطين آخر الليل تلهو...وتعبث بها في هدوء كما تعبث الدُّمَى الكبيرة...بالصغار! في حُمْر المَواسِم... على مَجَامِيرَ فارغة يحِْرقون كل أنواع البُخُور! يُسَخِّرُون كل أنواع الطلاسِيم تُنْتَشى الفضُول ،تُحجبُ الأفكار لإستغلال سذاجة الرياح استغلال الساحرة العجوز للمكنسة السحرية ! **** يطمَعُون في شُعَيْرات لحيتي ينْهبُونَها بكل هدوء... لا وَخْزَ ضمير، لا حياء لكن ، من حسن حظ شُعَيْرَاتي أبدا، أبدا لن تنتهي ! ألست أنا من المعجزات؟! قوَّتي في عُكَّازَتِي! قوتي من الحرارة التي أستمدُّها من لِحْيتي...! ومن حبي وعطفي على " أمي" لأن أصلي:ماء،طين،ومن أرض... كُلهم يُصابُون بالزُّكَام.! وبالمرض ،مرتين،أو ثلاثة... و نَنْجُوا نحن الإثنان،في كل سَنَة ْ: ثنايا لحيتي،مختبر تعقيم... باسم الله ، السميع العليم مَسامِّي ، يَنابيعُ عرقٍ من مال حلالْ ألا أسْتَحقُّ كل إكبار وإجلالْ ؟... مُندُ الآن ... الآنْ... لن أترك السَّحََرةْ يُسخِّرُون قُدُرَاتي في المَيْدانْ ومعجزاتي لصالح أهوائهمْ... **** في يوم من الأيامْ... أعْلنتُ سِرّا الإضرابْ. لَِزمْتُ كُوخِي والفِرَاشْ...! زارنِي أصدقائي والأصحابْ : الأزقة ، المَسَارَات ، السَّرَا ِديبْ تحْمِل ظلامها فوق نَاصيَتِها. الشوارع ، الطرُقَات ، الأحياءْ تحمل شاراتها السوداء...! مَنْهُوكة ، على سواعدها ! طلبوا مني العودة ، فرفضت... فقاموا جميعا بالمهمة ْ! دون كلل ولا عَناءْ ! بقيَ صانِعُوا العَاهَات على الحال يتفرجونْ...! بلا ضَمِير ولا حياءْ... فَلَعَْنتُ نفسي ، ونهضتْ لأن حُبي وعطفي على أمي " الأرضْ" مَنَعَانِي كيْ لا أكون عَاقّاً... ---------------- الحسن تستاوت