بحلول دورة يوليوز 2012، ستكون جميع المؤسسات التي انتخبت سنة 2009، قد استوفت نصف الولاية الانتخابية، إذ سيتم إعادة انتخاب رؤساء الغرف و الجهات، مما يرجح معه أن نعيش سيناريوهات متكررة لما عشناه إبان تشكيل مكاتب هذه الاخيرة، وهو ما ينذر بصيف حارق، و ربما هو ما أصبحنا نعيشه خلال الأيام القليلة الماضية من حملات سابقة للأوان، وما حفلات العشاء، أخرها ما نظم بجماعة كلدمان و حضرته شخصيات عن حزب الجرار (الأصالة و المعاصرة) برئاسة الهمص، و زعيم الأحرار محمد عبو الأب الذي دأب حضوره مثل هذه الولائم، لكن تبقى لأول مرة خارج معقله (تاونات)، مما يثير أكثر من سؤال؟؟؟
هل فقد التحكم بزملائه بمدينة تاونات؟ أم يريد ولائات أخرى خارج تاونات للهيمنة على الجهة؟ أم أن علاقته التي دامت لنحو عشر سنوات بالعامل محمد فتال، لم يكتب لها ان تنفطم و يريد استغلالها لكسب أنصار جدد بتازة؟ لكن قبل كل هذا وذاك ماهي مناسبة تلاقي الأحرار و الجرار في حفل واحد، في غياب المدبر بودرة؟ أم ان آل الهمص يردونها إنقلابا عليه؟
قبل هذا و ذاك، فعلى مستوى غرفة الصناعة و التجارة و الخدمات، و إن كان جل المتتبعين يرون ان التكهنات تصب في خانة خالد حجاج لإكمال ولايته، إلا أن مسألة التناوب بين الأقاليم الثلاث لرئاسة الغرفة سيكون حاضرا و بقوة و ان البوزيدي عن تاونات سيناضل على الرئاسة و يستميل أعضاء كرسيف، كما ان محمد بوداس، و كما راج مؤخرا عن تنسيقيه مع زعيم السنبلة (و لو بالرباط)، قد يضع رئاسته للغرفة على المحك مع كوسكوس لقياس مدى التزامه السياسي، دون نسيان منير الشنتير الذي يسعى إلى ان يكون معادلة قوية في الاستحقاقات المقبلة، أما لمريني فلا زال يتربص بكرسي الرئاسة منذ ان ضاع منه في أخر دقيقة، بخصوص خليل الصديقي سيرضخ إلى أوامر رؤسائه و يحاول الظفر بالرئاسة لتأكيد هيمنة حزب السنبلة بتازة، مما يجعل رئاسة غرفة الصناعة و التجارة و الخدمات على صفيح ساخن .
بالنسبة غرفة الصناعة التقليدية، و بعدما كان منتظرا في بداية الولاية إهداؤها إلى عبد الإله باعزيز، لكن آلت لمحمد لشهب نتيجة المفاوضات القبلية التي سبقت إنتخاب حميد كوسكوس، فهل يمكن إعتبار الأنشطة الأخيرة لبعض الحرفيين تحت لواء رئاسة الغرفة ، هو حملة سابقة للأوان قد تقود باعزيز إلى رئاستها؟
غرفة الفلاحة ، ستكون هي الأكثر إثارة في هذا النصف من الولاية الثانية، إذ ستجمع بين قيدومي الانتخابات بالجهة و هو ما ينذر بصراع قوي، خصوصا و ان كوسكوس الأب سيريد ان يعيد الإعتبار لنفسه، بعدما جرده عبو الأب من النيابة و إعفائه من المكتب، رغم تأكيده في وقت سابق عن اعتزاله العمل السياسي و تحمل المسؤوليات .
في الأخير الجهة ، و بعدما كانت جهة تازةالحسيمة تاونات محط أنظار كل المغاربة في بداية الولاية، و أسقطت عبو الإبن من الوزارة، ستكون رائحة الثأر و رد الإعتبار حاضرة بقوة في هذا النصف الثاني، خصوصا و ان لطيفة احقيق ليست بمستوى الصراع مع عبو (وسهلة المنال؟؟؟) ، لكن لتأكيد هيمنته سيسعى بودرة إلى منحها ولو خارج حزبه حتى لا تؤول لآل عبو ، و قد يكون المستفيد من الصراع عبد العزيز كوسكوس الذي يتربص لها في صمت .
كل هذا يبقى مجرد تكهنات ، في ظل غياب أجندة للانتخابات خصوصا إذا ما ظهر أنها لن تدوم سوى سنة على أبعد تقدير، إذ سيسعى كل واحد من هؤلاء إلى الحفاظ على أسلحته و تكتيكاته للإستحقاقات المقبلة. كما ان الولائم و الحملات السابقة للأوان ستكون حاسمة في نهاية المطاف.