فيما يستعد وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة بتازة لاستئناف قرار المحكمة الإدارية بفاس الصادر الأسبوع الماضي، والقاضي برفض الطعن المقدم ضد رئيس وكيل لائحة حزب الحركة الشعبية والرئيس الحالي للمجلس البلدي لتازة، أفادت مصادر مطلعة من المدينة أن حزب الأصالة والمعاصرة فتح قناة للتواصل مع حميد كوسكوس وكيل لائحة حزب السنبلة من أجل استقطابه. وقالت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، إن المفاوضات جارية بين حزب الجرار وكوسكوس وكيل لائحة حزب السنبلة القادم إليه من حزب جبهة القوى الديمقراطية، من أجل إقناعه بالالتحاق بصفوف الحزب، استعدادا لانتخابات مجالس العمالات والأقاليم والجهات المقرر إجراؤها في شتنبر المقبل. وأضافت المصادر ذاتها: «يبدو أن الحزب فضل التضحية بوكيل لائحته عبد الحميد البوجادي الذي يشغل في نفس الوقت منصب الكاتب الإقليمي للحزب، والاستعانة بورقة رابحة تتمثل في رئيس المجلس البلدي». وفيما تعذر على «المساء»، صباح أمس، الاتصال بكل من وكيل لائحة الجرار ووكيل لائحة السنبلة، لوجود هاتفيهما خارج التغطية، تساءلت مصادر الجريدة: «كيف لحزب كان قد شن حربا شعواء على والي مدينة مراكش السابق بسبب تسريب الورقة الفريدة وعليها خاتم وزارة الداخلية، والذي كان وراء الحكم القضائي الصادر عن المحكمة الإدارية بمراكش، القاضي بإلغاء الانتخابات الجماعية بمقاطعة المنارة، أن يقبل بضم وكيل لائحة الحركة الشعبية، الذي طعن في انتخابه بسبب ورقة تصويت فريدة تم ضبطها خارج مكاتب التصويت، إلى صفوفه؟». وكان وكيل لائحة الجرار قد قدم للمحكمة الإدارية بفاس نماذج من محاضر مكاتب التصويت تتضمن أخطاء مادية عدة استند عليها دفاعه في الدفع بعدم سلامة الاقتراع لما شابه من خروقات تتمثل في «المناورات التدليسية التي وصلت إلى حد تداول ورقة التصويت الفريدة خارج مكاتب التصويت». كما قدم البوجادي ضمن وثائق ملف الطعن نسخة من ورقة تصويت فريدة تم ضبطها خارج مكاتب التصويت، والتي استغلها أحد المرشحين، يشير مقال الطعن، لإجبار الناخبين على التصويت لفائدته بمقابل مادي. كما دفع البوجادي في طعنه أمام المحكمة الإدارية بعدم احترام الشكليات القانونية المصاحبة لعملية الانتخابات والفرز، متمثلة في عدم توقيع رؤساء المكاتب أو الأعضاء الثلاثة على محاضر عدة وفق ما ينص عليه القانون. واستنادا إلى مقال الطعن، فقد تضمنت محاضر بعض مكاتب التصويت أخطاء حسابية، كما كان الأمر بالنسبة لمحضر التصويت الخاص بالمكتب رقم 78 الذي يتضمن معطيات متباينة من حيث عدد الأصوات بالأرقام والحروف، فضلا عن عدم ذكر عدد الأصوات المعبر عنها أو عدد الأوراق الملغاة. كما استند البوجادي في طلب إلغاء نتائج انتخابات 12 يونيو إلى تدخل رجال السلطة في سير العملية الانتخابية عندما أعلن رجال السلطة النتيجة النهائية قبل الشروع في إحصاء الأصوات، وتوجيه التصويت داخل مكاتب الاقتراع من خلال الدعاية للائحة أحد المرشحين. جدير بالذكر أن كوسكوس تمكن للمرة الثانية من الفوز برئاسة المجلس البلدي لمدينة تازة، بعدما حصل أثناء عملية الاقتراع على 29 صوتا.