أخرس هدف أنس الزنيتي، الذي منح المغرب الفاسي اللقب القاري، لسان المعلق التونسي عصام الشوالي، الذي توقف عن التعليق مباشرة بعد تنفيذ الضربة الترجيحية الأخيرة، بعد أن ظل على امتداد المباراة يتغنى بإنجازات الكرة التونسية وأنديتها، ضاربا عرض الحائط، مبادئ التعليق المحايد، رغم الإمكانية التي تتيحها الجزيرة الرياضية، بمتابعة المباراة بتعليق المغربي جواد بدة. لقد تجاوز المعلق التونسي الشهير كل حدود اللياقة في تعليقه، وتجاهل أداء المغرب الفاسي البطولي، بل إنه بات طرفا في المواجهة، ووجه على الحكم كما محترما من الانتقادات،
ما يتنافى مع مبادئ التعليق، بل أكثر من ذلك، غض الطرف عن الهدف المشروع الذي سجله الماص، ورفضه حكم المباراة، وحاول إيهام المتفرج بأن الكرة لم تتجاوز بكاملها خط المرمى، رغم الإعادات المتكررة، فيما أصر على أن الحكم لم يعلن عن ضربة جزاء صحيحة لفائدة بني جلدته في بداية المباراة. من حق الشوالي أن يتعاطف مع أندية بلده الأم، لكن في حدود اللباقة، لأنه اليوم لم يعد ملكا لنفسه ولا لتونس فقط، ولكنه بات مطلبا لجميع الجماهير العربية. نهائي كأس الكونفدرالية تابعه ملايين المشاهدين من جميع الأقطار، ومن حق المتتبع أن ينعم بتعليق محايد، ينقل له أحداث المباراة بكل أمانة، ولا يهمه أن يكون الطرفان مغربيا وتونسيا أو جزائريا وسوريا أو عراقيا وسعوديا... المهم هو الصدق في التعليق، ونقل ما يحدث داخل أرضية الميدان بحياد وبعيدا عن المجاملة، لأنه في الأول والأخير نحن في منافسة رياضية. عندما سجل الزنيتي هدف الفوز، سكت الشوالي، وأخل بواجبه المهني، لكن لحسن حظ الجمهور الصورة كانت معبرة، ولم تكن في حاجة إلى من يصفها، لأن الفرحة واحدة مهما اختلفت لغات وانتماءات المعلقين. كان على الشوالي أن لا يبخس المغرب الفاسي حقه، ويهنئه قبل أن يترك الخط للزملاء في استديوهات قطر، لكن للأسف هذا ما لم يفعله المعلق الشهير...