لكي يتسنى لك فهم خطاب الذهنية العربية ؛ حوله لرقم ؛ وارفعه إلى قوة معينة، ثم ابحث في الجدول عن لوغاريتم ذاك الرقم واضربه إن شئت في أُس القوة .... في الآونة الأخيرة؛ أمسينا نسمع ونتلقى من لدن بعض الصحفيين والسياسيين؛ خطابات ظاهرها تبريري وباطنها تشويشي؛ مما تفرض تساؤلات أساسية عن عجائب تحولات البنية الذهنية ( العربية) بسرعة مفرطة؛ بحيث ما تحقق نسبيا؛لحد الآن: من تشكيل للوجه السياسي- العربي- عبرالثورات الشعبية/ الشبابية، كشفت لنا حقيقة كبرى بأن الشعوب العربية كانت تعيش في أوهام سراب ؛وبالتالي كشف قناع الزيف والرياء بين الأنظمة وشعبها؛ أنظمة تكذب وتنافق وتوارب عشقا للكرسي؛ وهالته السرمدية؛ وشعب يتألم ويتعذب وينتظر الأوهام المسطرة بين شفاه (هؤلاء) الحكام/ المستبدين؛ وما هم بفاعلين؛ لإصلاح الأوضاع وتفعيل مضامين الحق الإنساني في العيش الكريم والتعبير الحر والتجول الآمن؛ فهل هذا رهين بتقارير وتحريات (المخابرات)؟ بداهة الأمر مرتبط بالإرادة ونوايا (النظام) تجاه شعبه؛ لأن منطوق الوضعية؛ أنه (موظف ) عند الشعب وليس الشعب (خادما/ عبيدا) له؛ إن كان فعلا ابن الشعب ومن طينته؛ وصلبه ؛ ويحس ويتألم لآلام تلك البيوت الواطئة؛ والنفوس المكلومة والمقهورة ظلما وجورا؛ لكن المشهد الحقيقي؛ انكشف بدون أصباغ ولا خطابات ديماغوجية أو تسويقية أو تزويقية؛ بأن الأجهزة الأمنية والمخابراتية؛ تخدم النظام؛ ليبقى جاثما كقدر مسيطرعلى أنفاس الشعب؛ ليتحول(لقد) تحول منذ عقود لقطيع؛ يخضع للأوامر والنواهي؛ ولكل الممارسات القمعية؛ وإن كانت مخالفة وفي مجملها هي مخالفة؛ للسنن والقوانين السماوية أو الإنسانية؛ وذلك حتى لا يثور أو يحتج؛ وبالتالي فكل الحركات والتحركات والأنفاس والسكنات التي يقوم بها أي (فرد) في المجتمع؛ كبر شأنه أو صغر تدون وتسجل في سجل الإخباريات والتقارير التي تصل للرئيس؛ دونما تغليط أو ملابسات؛ فلولاهاته الحقيقة المرة لما امتد عمر أي رئيس ( عربي) في سدة الحكم ؛ يشرع على هواه ويمارس فردانيته ونرجسيته ؛ على العباد والبلاد، ويعبث بالقرارت والنتائج؛ ويجعل البرلمانات والمؤسسات والمحافظات ( كراكيز) تسبح بحمد الحاكم بأمره؛ وهذه الوقائع أمسى/ العارف/ الجاهل/ المراهق/ يعرفها؛ ويفهم الواقع على بياضه؛ ويدرك كل المؤامرات الخفية بين الأنظمة( العربية) والدول الغربية والاسرائلية؛ ورغم ذلك؛ فمن المؤسف نجد هناك من يؤكد حاليا: بأن معالي( الرئيس) كانت تصله تقارير مغلوطة ومزورة عن الأوضاع الاجتماعية؛ وظروف العيش من لدن المخابرات؛ وبعض القائلين لمثل هاته الخزعبلات؛ الآن يعتبرون(أجهزة التشويش) منفصلة عما يسمى ( الطابور الخامس) في سياق التحول الجذري الذي هدفت إليه الثورات العربية؛ التي لازالت تتلمس سبل الإصلاح والتصحيح؛ وطبيعي فأي تحول يتطلب مرحلة زمنية؛ تطول أو تقصر؛ حسب الإرادات؛ والاستراتجيات للقضاء أساسا على جيوب المقاومة؛ وتجفيف منابعها من جهة؛ ومن جهة أخرى على أتباع النظام السابق؛ الذي فرخ وأنتج جيشا جرارا لا يمكن أن يفرط في امتيازاته وثبوتية وجوده؛ وفي كلا الحالات هو جزء لا يتجزأ من جيوب المقاومة؛ ومن الطبيعي؛ أن يخلقوا قصدا أو عرضا ( أجهزة للتشويش) التي تمتلك لغة خطاب – اللوغاريتمات - لكي يظل الوضع التغييري جد مضبب وملتبس؛ يصعب فك معادلاته وشفراته بسهولة؛ مهما امتلك المرء من تجربة وخبرة في الحياة السياسية والاجتماعية؛ وبالتالي فالوضع الحالي الذي تعيشه بعض الدول العربية ؛ شبيه باللوغريتمات؛ بحيث المساهم فيه - أجهزة التشويش – التي تعد أخطر جهاز[جهاز] لا تدري كيف يتحرك ولمصلحة من يتحرك ؛بحكم أن المجتمع العربي؛ وبكل شفافية؛ لازال شفاهي السماع ؛ ويتعاطى مع الإشاعة والدعاية الزائفة بوثوقية خالصة؛ دونما استعمال عقلي/ عقلاني.
إذ خطاب الواقع الكاشف عن السجون والمعتقلات والأقبية سرية؛ ووثائق ومستندات مسجلة للمتابعة في حق مواطنين عزل؛ ومختلفين في الرأي؛ موثقة بالصور والأشرطة والوثائق الذامعة؛ وبين خطاب اللوغاريتمات؛ الذي يعلن حتى في بعض القنوات؛ بأن جانب( الرئيس) لا يعلم ما يقع ؛ وأنه كان خاطئا؛ من خلال ما يصله من تقارير المخابرات(؟؟؟) فأي المعادلات يمكن أن نصدقها ونؤمن بها ؛ وقلوبهم وجوارحهم قاسية ووحشية ؛ ألا يشاهدون ويسمعون عن القتل اليومي في كل الأمكنة؛ في حق مواطنين عزل؛ يطلبون الكرامة والحرية؛ ألم يتبين لنا جميعا بأن الحكام بمثابة كائنات ضارية ومضرة للبشرية والطبيعة( الآن) ؟؟؟ وعليه؛ لماذا أجهزة التشويش؛ لا تمارس نوعا من القياس؛ وترسله كخطاب بأن أغلب الرؤساء؛ هم الذين يروجون الممنوعات في دهاليز المجتمع؛ مادام ( ابن علي) ثبتت الوقائع؛ بأنه يعد رئيس عصابة تهريب وتصديروتوريد المخدرات والكوكايين؛ وتعليلا للخطاب: بأن( النمرود الأخضر) أكد ما مرة في تفاهة خطاباته؛ بأن ( المتمردين) الثوار الليبيين يستعملون الحبوب الهلوسة ؛ ويروجونها للأطفال والشباب لكي يظلوا مهلوسين؛ فكيف عرف هاته المعطيات؛ هل يا ترى ضللته تقارير المخابرات الليبية؟؟؟؟ إذ مما يؤسف عليه؛ كيف لا ننظر للمستقبل؛ ويكون لدينا بعد نظر ثاقب؛ والثورة الشبابية؛ أعطت بكل زخمها ودمائها؛ أسس البناء الصلب للمستقبل؛ بدل الحنين والنوستالجية دائما نحو الماضي وتقديس رجالاته؛ رغم ديكتاتوريتهم وممارستهم ؛ كل أنواع القهر والتعذيب والتجهيل والقمع ضد الشعوب العربية، إضافة لفسادهم وإفسادهم؛ للحياة والتاريخ والإنسان......... نجيب طلال