يتحدى الشاب 'أحمد أمين النولي'، إعاقته الجسدية والذهنية حتى يشد إليه أنظار الناس و"يضحى شخصا أدرك للمجتمع هدفا ". وها هو المقعد ، الأصم ، الأبكم ذو ال18 ربيعا يسخر قدمه اليسرى ف" يروغ " على أزاز الحاسوب نقرا ، ويداعب الريشة حتى يخرج للوجود لوحاته الفنية المتميزة. وألحقت الأسرة ابنها المعاق ، منذ نعومة أظافره، بإحدى حدائق الأطفال حيث تعلم القراءة ، وأخذت إحدى المربيات بيده اليسرى فتعلم الكتابة والرسم .. إلا أن زحف المرض لم يسعفه فخرجت يده عن طوعه. وعلى مضض ، يسقط اليافع قلم رصاصه ودفتره ، ويلج عالم التحدي حيث سيحفر موطئا لقدمه اليسرى التي لم تخذله مرة ، وهو يحاول التعبير عن لوعته الفنية ويضع لمستها بمساعدة الحاسوب الذي " فتح له مشارب الإبداع الفني ". وما تزال الأسرة الحاضنة الحامية تحتفظ لأحمد أمين بالرسومات التي نسجتها قدمه وقت ما حلت بحديقة الأطفال ، أو بالبيت ، أو بمقر جمعية آباء وأصدقاء الأشخاص المعاقين ذهنيا بمدينة تازة. وفي مارس من عام 2005 نظمت الجمعية " أبوابا مفتوحة" بمناسبة اليوم الوطني للمعاقين ، تم خلالها عرض رسومات أحمد أمين التي شدت إليها أنظار الحاضرين ليتم بعد ذلك اختياره للمشاركة في المهرجان الوطني الثالث للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالدار البيضاء. وكانت لزيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمهرجان ، وللاهتمام الذي أبداه جلالته للوحاته الفنية أثرها البالغ قي حياة هذا الفنان الشاب المقعد الذي كتب في إحدى الجرائد المحلية بتازة يقول " إن جلالته بعث في روحي طموحا كبيرا ومنحني أملا في المستقبل". ومنذئذ ، بدأت تتقاطر الدعوات على الشاب أمين للمشاركة في المهرجانات الجهوية والوطنية الخاصة بالمعاقين ، والتي ازدانت أروقتها باللوحات الفنية التي أبدعتها قدم أمين اليسرى تارة بالريشة، وبأزار الحاسوب تارة أخرى. وزحف الفنان المقعد برسوماته إلى ردهات المهرجانات الجهوية والوطنية حيث لاقت إقبالا واهتماما وشدت إليها أبصار الحاضرين، وشاشات بعض التلفزات العربية، وأسالت من حبر بعض الصحف المغربية الكثير. وهاهو الشاب أحمد أمين ، المقعد ، الأصم ، الأبكم والقابع في كرسيه المتحرك يحث رفاقه من ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم إلى التشبث بساعد التفاؤل وركيزة التحدي. إنه يقول " ما بلغته خلال هذه المرحلة من عمري هو نتيجة إرادتي الصلبة وقبولي تحدي الإعاقة وكسر الحواجز ، وقناعتي الراسخة بأني شاب يحيا داخل المجتمع كما الباقين". ويتقن الشاب أحمد أمين ، الذي استفاد من دورة تكوينية نظمت بمكناس شهر أبريل الماضي بمناسبة مهرجان الرسوم المتحركة ، تقنية التصوير ، أيضا ، وهو يبحث عن منتج لفيلم وثائقي يحمل عنوانا " يدا في يد ".