بالضحك تستطيع ابتلاع عدوك الطبقي عبد الكبير الخطيبي فنان ظل قابضا على الجمر، يؤثث فرحا جماعيا مع شرفاء هدا الوطن، تعرفه ساحات الجامعات ومؤتمرات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وتظاهرات العمال والمعطلين، لم يخلف موعدا نضاليا، ظل رافضا الانخراط في جوقة فن التهافت على تذاكر السفر، وقائمة المطاعم الراقية، وغرف الفنادق المصنفة، رافضا لعبة تبليد الحواس وتنميط الدوق، رافضا المشاركة في ضحك البسطاء بعضهم على بعض. فنان لم يطالب برحيل وزير الثقافة "بنسالم حميش" إلى جانب مثقفي اتحاد كتاب المغرب وشعراء بيت الشعر وفناني الائتلاف المغربي للفنون لمجرد حرمانهم امتيازات الأكل والشرب والشراب في مهرجانات يؤدى لها من المال العام. هؤلاء لم ترهم في نضالات حركة 20 فبراير لإقرار ديمقراطية حقيقية ومحاسبة ناهبي المال العام والاقتسام العادل للثروة فبئس الفن والثقافة والشعر حين يتحول إلى لهاث هستيري وراء المأدبات والأغلفة والتذاكر فليرحلوا عنا هم ووزير ثقافتهم. فنان يسخر سخرية سوداء من الحكام ومن ناهبي المال العام ومن أحزاب ناضلت لتغيير وضعيتها وليست وضعية الشعب المغربي. فنان لا يسخر من الشعب على مقاس العروبي والجبلي والشلح والفاسي. فنان ظل ممنوعا من قنوات تمول ميزانيتها من أموال دافعي الضرائب. فنان يقف دائما إلى جانب العمال والطلبة والجمعويين وحركة 20 فبراير . فنان يمتلك ثروة فكاهية من حق المغاربة أن يستمتعوا بها عبر قنوات تؤدى أموالها من جيوب المغاربة . ليس غريبا أن يتحالف المخزن ومعارضة الأمس في منع هدا الفنان في الالتقاء بعشاقه ومحبيه. فنان قال مناضلوا النيو مخزن أنه لم يكن أصلا يوما ممنوعا من القنوات العمومية ؟؟؟ أحقا ليس أحمد السنوسي والمهدي المنجرة وعبدالرحيم برادة وفؤاد عبدالمومني وعبد الرحيم الجامعي وعبدالرحمان بن عمروووو ليسوا ممنوعين من قنواتنا العمومية؟ أحقا لم تكن ببلادنا معتقلات تازمامرت وأكدز ومكونة وتمارة حاليا بل توجد فقط في خيال الحاقدين على هدا الوطن؟ ليس المنع فحسب بل وقد تعرض هدا الفنان الحقيقي إلى محاولة تصفية جسدية بواسطة سكين أبيض من طرف أحد البلاطجة المسخرين في مسيرة 24 إبريل بالبيضاء ،بعد اعتداءات إثر وقوفه الفني والجسدي في تظاهرات الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وتنسيقيات الغلاء وأمسيات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وكل نضالات الشعب المغربي. تريدون فنا نضحك فيه على أنفسنا ،يضحك فيه الفاسي على غباء الجبلي ،ويضحك الرباطي على تخلف العروبي. لن نضحك على أنفسنا بل سنضحك على ناهبي ثرواتنا،وسارقي فرحنا ،وتحويل وطننا إلى سجون سرية علنية ،وتحولنا إلى مجرد جالية. سيضحك حقا من يضحك أخيرا مع فنان عانقه الشعب المغربي في تظاهرات ومسيرات وهبات وانتفاضات الشعب المغربي رغم الدبابيس والأسلحة البيضاء والهراوات والرصاص الغادر وأقبية السجون . قد ولى زمن الضحك على الذقون، الضحك العنصري والقبائلي والمرضي وأطل الضحك الجماعي الإنساني، ضحك يعد بالحرية والمساواة والعدالة.