شهدت أغلب الجلسات واللقاءات الثقافية المبرمجة في أنشطة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، مقاطعة كبيرة من طرف الكتاب والمثقفين المغاربة.(ساوري) بل وحتى من طرف بعض الشخصيات الوازنة في الساحة الثقافية المغربية، بالإضافة إلى المقاطعة المعلنة من طرف ثلاث جمعيات ثقافية، هي الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، واتحاد كتاب المغرب، وبيت الشعر في المغرب، والجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي (جمعية أمازيغية). ونظرا للارتباك المرتب عن هذه المقاطعة من طرف الكتاب والمثقفين المغاربة لأنشطة المعرض، الذي ستختتم فعالياته يوم الأحد 21 فبراير، تحول بنسالم حميش، وزير الثقافة، إلى مسير ومحاضر في مجمل الجلسات الثقافية، التي نظمتها الوزارة، مثل ما حدث مساء الخميس الماضي، في ندوة "الثقافة عصب التنمية البشرية"، التي كان مفترضا أن يشارك فيها كل من عبد اللطيف حسني، وتاج الدين الحسيني، وإدريس بنسعيد، وإدريس خروز، وخديجة شاكر، ويسيرها إدريس الكراوي، المستشار الاقتصادي لدى الوزير الأول، الذي حضر بمفرده، وانتظر أزيد من نصف ساعة، مع بعض الحضور والصحافيين، المهتمين بتغطية فعاليات المعرض. ولما هم الكراوي بالخروج، حضر الوزير، بعد اتصال من طرف مستشاره الإعلامي، محمد البشير الزناكي، فجاء، وطلب من الجميع العودة إلى القاعة، وطلب من الكراوي أن يتحدث في الموضوع، وأن يسير الجلسة، وهو ما استسلم له الكراوي مضطرا. وهذا نموذج فقط لما تعرفه أنشطة المعرض من ارتباك، وألغي أغلبها دون إخبار الحضور ولا وسائل الإعلام، ولا حتى اعتذار للمشاركين، كما هو الشأن مع ندوة "سياسة الجهوية: عقلنة التدبير واجب التضامن ودينامية الوحدة"، التي كان مفترضا أن تنظم مساء الخميس الماضي، ويشارك فيها كل من عمر عزيمان، وأمينة المريني، ومحمد المرغادي، وعلي السدجاري، والمكي الزواوي، وتسيرها خديجة الكور، وكذا مع القراءات القصصية والشعرية، التي عرفت احتجاج الشاعر صلاح بوسريف عن حجب جائزة المغرب للشعر، التي رأى فيها "مسا بالشعر والشعراء المغاربة"، ما جعله يقاطع القراءات الشعرية، وجعل حتى الشعراء المغاربة، وبعض الشعراء الضيوف، يبدون استياءهم، كالجزائرية ربيعة الجلطي، التي أيدته في الرأي وانسحبت، أيضا، رغم أنها مدعوة، هي وزوجها، أمين الزاوي، المدير السابق للمكتبة الوطنية بالجزائر، من طرف وزير الثقافة بشكل شخصي. وحسب مصادر من وزارة الثقافة، فإن الوزير، بنسالم حميش، تراجع، في نهاية الأمر، عن عدم منح الكتاب المغاربة تعويضاتهم. وقال لأطر الوزارة، بعدما وقف على حجم المقاطعة، إنه سيعوض الكتاب، بعد انتهاء فعاليات المعرض. لكن المثقفين والكتاب المغاربة المقاطعين رأوا في تراجعه عن موقفه "مجرد مناورة"، لينجح المعرض، الذي لم يشهد الإقبال المطلوب، ولا حتى الجديد على مستوى الإصدارات، كما صرح بذلك ناشرون مغاربة ل "المغربية". وتبقى النقطة الإيجابية في المعرض هي مبادرة الاحتفاء بالكتاب المغاربة بالخارج، والتنسيق الجيد بين مجلس الجالية المغربية بالخارج، والوزارة المكلفة بالجالية المقيمة بالخارج، التي تكلفت بالشق المادي، فيما تكلف المجلس بالشق التنظيمي والثقافي، الذي لم يطرأ عليه أي تغيير، بل عرف إقبالا كبيرا من طرف المهتمين.