يشهد المعرض الدولي للنشر والكتاب، في دورته السادسة عشرة، التي انطلقت يوم 12 فبراير الجاري، الكثير من التوتر، بسبب مقاطعة العديد من الكتاب المغاربة أنشطته الثقافية.جناح وزارة الثقافة بالمعرض الدولي للكتاب- أيس بريس واتخاذ ثلاث جمعيات ثقافية، هي الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، واتحاد كتاب المغرب، وبيت الشعر في المغرب، موقفا بتوقيف أنشطتها الثقافية المبرمجة ضمن فعاليات المعرض، الذي يحتفي هذا العام بمغاربة العالم. وقال حسن النفالي، عن الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، ل"المغربية" إنهم "أوقفوا ندوات وتوقيعات، كانت مبرمجة في المعرض، لتراجع وزارة الثقافة عن تعويض الكتاب والمثقفين المغاربة، عن الأنشطة التي يشاركون فيها بالمعرض، وضمان الإقامة لمن هم خارج الدارالبيضاء"، وهو ما اعتبره النفالي "تراجعا عن المكتسبات السابقة، التي تحققت في عهد وزراء الثقافة السابقين، ومسا بالوضع الاعتباري للكاتب المغربي". وأضاف النفالي أن "تعويض ألف درهم زهيد، لا يسمن ولا يغني من جوع، لكنه مكتسب، يجب أن يظل، وأن تصان كرامة الكاتب والمثقف، لأن المبلغ يغطي، فقط، تكاليف التنقل". وأشار النفالي إلى أن "الجمعيات الثلاث كانت ستفرغ أروقتها من الكتب، لكنها، احتراما للزوار المغاربة والأجانب، ارتأت أن تبقي على الأروقة دون أنشطة". وعاينت"المغربية" انسحاب العديد من الكتاب، الذين قدموا من مدن بعيدة، للمشاركة في أنشطة المعرض، وانسحاب بعض دور النشر، مثل "دار طارق للنشر"، التي لم يظل من رواقها سوى الاسم. وقال مسؤول في وزارة الثقافة إن "الوزير يعمل على ترشيد النفقات، ورأى في تلك التعويضات أمرا غير مهم، وبالتالي، لا يجب على الكتاب المغاربة مقايضة الوزارة بالمشاركة في الأنشطة". لكن هذا التبرير لم يجد صدى لدى الكتاب، الذين رأوا في توسيع فضاء العرض فأل خير على المعرض، واستغربوا تخصيص فضاء متميز بالمعرض لوزارة الثقافة، بلغت كلفته 500 ألف درهم، وهو يفوق تعويضات الكتاب المغاربة والأجانب المشاركين في المعرض. ورأى كتاب أن ترشيد النفقات لا يجب أن يكون على حساب الكتاب المغاربة فحسب، في حين يجري الاحتفاء بالكتاب العرب والأجانب. من جهة أخرى، ما زالت التعاضدية المغربية للفنانين تنتظر صرف المنحة السنوية لها لعام 2009 من طرف وزارة الثقافة، وتبلغ قيمتها 2 مليون درهم، وكاتبت التعاضدية بشأنها وزارة الثقافة، منذ بداية يناير الماضي، لكنها، لحد الساعة، لم تتلق أي جواب. ولتسليط الضوء على الوضع الثقافي بالمغرب، سينظم مجموعة من المثقفين والكتاب المغاربة، يوم السبت 20 فبراير، برواق الكونفدارية الديمقراطية للشغل بالمعرض، حلقة نقاش، بعنوان"اختلالات المشهد الثقافي بالمغرب"، يشارك فيها شعيب حليفي، وجمال بندحمان، ورشيد الإدريسي، وعبد اللطيف محفوظ، تتناول بعض القضايا، التي يستشعر الكتاب المغاربة أهميتها ودورها في توجيه السياسة الثقافية بالمغرب، منها دور وزارة الثقافة للارتقاء بالثقافة، والاستجابة لتطلعات المثقفين، وجائزة المغرب للكتاب والمعايير التي تخضع لها، وكيف يمكن أن تحظى بالمصداقية والموضوعية.