بعد اجتماعات ووقفات احتجاج داخل المعرض الدولي الأخير للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، وخارجه، تواصل "اللجنة التحضيرية للمرصد المغربي للثقافة" احتجاجها، في النسخة الثالثة من معرض الكتاب المستعمل، المنظم بساحة السراغنة، في الدارالبيضاء من 19 أبريل إلى 2 ماي المقبل. ويأتي هذا المعرض، الذي تنظمه "الجمعية البيضاوية للكتبيين"، بشراكة مع مجلس مقاطعة الفداء، وبتنسيق مع عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، وجمعية الأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية لدرب السلطان بالدارالبيضاء، كما جاء في بلاغ ليوسف بورة، رئيس الجمعية ، كرد فعل على الدورة السادسة عشرة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، التي وصفها البلاغ ب "الفاشلة"، لأنها عرفت مقاطعة الأدباء لأنشطة الوزارة، وانطلاق شرارة الاحتجاج على سلوكاتها التحقيرية للكتاب المغاربة، الذين تعتبرهم هامشا غير مربح، هي التي عقدت تلك الدورة تحت شعارات كبيرة منها مغاربة العالم!". وأضاف البلاغ أن "الأدباء أحبوا إحياء أيام معرضهم في فضاء مفتوح وسط الأحياء الشعبية، التي يقطنها أبناء المقاومين والشهداء، تحت شعار: مغاربة الهامش، في أفق توسيع المبادرة على الصعيد المغربي، وانخراط كافة دور النشر في هذه المبادرة الوطنية، التي تحتفي بالقيمة الاعتبارية للكاتب المغربي، والكتاب عموما". وتنظم اللجنة التحضيرية للمرصد المغربي للثقافة، غدا الخميس، لقاء مفتوحا، ابتداء من السادسة مساء، بفضاء ساحة السراغنة، بمشاركة عدد من المثقفين والمثقفات، للحديث عن "وضعية الثقافة بالمغرب، والاختلالات في المشهد الثقافي، المتمثلة في غياب استراتيجية واضحة المعالم في تدبير الشأن الثقافي، وسياسة التفكيك والتفويت، التي تعرفها العديد من القطاعات الحيوية، في التراث والمتاحف، والإعدام المباشر لمديرية التنمية الثقافية والمجلات الورقية، والإفلاس على مستوى التعليم الموسيقي، وتدهور بنياته، وفشل سياسة الدعم المسرحي ودعم الكتاب، والهيكلة الكارثية على كافة المستويات، مركزيا وجهويا، بالإضافة إلى ضبابية دور الصندوق الوطني للعمل الثقافي في تفعيل الحركة الثقافية، مقابل تنامي المهرجانات الطفيلية، والحلقات والندوات الفولكلورية، التي ميعت المشهد الثقافي، وانتعاش لوبيات الريع الثقافي قطاعيا ووطنيا". ويدعو المرصد كافة المثقفين والمثقفات إلى الحضور والمشاركة في "لقاء احتجاجي، يبلور لأفق ثقافي جديد بالمغرب". ويعد هذا اللقاء الاحتجاجي الرابع، الذي تنظمه اللجنة التحضيرية للمرصد المغربي للثقافة، كما قال الكاتب عبد اللطيف محفوظ ل"المغربية"، وبعدها، سيعلن عن تنظيم الجمع العام التأسيسي للمرصد، الذي لم يستقطب المؤسسات الثقافية المغربية، مثل اتحاد كتاب المغرب، وبيت الشعر وغيرهما، رغم تعاطف عناصرها معه، بينما يشهد تعاطفا كبيرا ودعما من طرف الكتاب والمثقفين.