أدانت هيئة محلفين بإحدى محاكم غرناطة مساء أمس الخميس قاتل لمياء دانة الطالبة المغربية بكلية الصيدلة بغرناطة وصرحت مصادر قضائية لوكالة المغرب العربي للانباء بأن هيئة المحلفين, التي تشكلت يوم الاثنين الماضي بجانب قاض بالمحكمة الوطنية بغرناطة للنظر في قضية مقتل الطالبة المغربية لمياء دانة, أدانت المواطن الإسباني (مانويل .ر . س ) البالغ من العمر 53 سنة بارتكابه جريمة قتل المواطنة المغربية. وأبرزت هيئة المحلفين في منطوق الحكم الذي تمت تلاوته مساء أمس أنه ثبت لها أن (مانويل .ر . س ) العاطل عن العمل وجه في مارس 2008 العديد من الطعنات بواسطة سكين للضحية بنية قتلها. وأشارت الهيئة إلى أنه تبين لها أيضا أن القاتل لم يرتكب جريمته تحت تأثير الكحول خلافا لما كان يدعيه الدفاع. وكان المتهم قد صرح للشرطة بعد إلقاء القبض عليه بأنه كان مخمورا وفي وضعية عقلية غير سليمة لحظة قتله للطالبة المغربية التي كانت تسكن بهذه الشقة رفقة طالبتين إحداهما مغربية والاخرى إسبانية. وكانت محاكمة المتهم في قضية مقتل لمياء دانة, الطالبة المغربية بكلية الصيدلة بمدينة غرناطة (جنوبإسبانيا) التي هزت الرأي العام الاسباني والمغربي, قد انطلقت يوم الاثنين الماضي. يذكر أن النيابة العامة طالبت بالحكم على المتهم بالسجن لمدة 12 سنة في الوقت الذي أكدت فيه أسرة الضحية أنه تم ارتكاب هذه الجريمة مع سبق الاصرار والترصد مطالبة بالحكم على المتهم بعشرين سنة سجنا نافذا وبتعويض قدره 300 ألف أورو. وبعد النطق بالحكم طالبت النيابة العامة بالحكم على القاتل بالسجن لمدة 12 سنة لارتكابه جريمة قتل وأداء تعويض لأسرة الضحية بقيمة 300 ألف أورو. لكن دفاع أسرة الضحية طالب بالحكم على القاتل بالسجن لمدة 14 سنة لثبوت تهمة استغلال الثقة. وأعرب دفاع القاتل عن قبوله بالحكم ملتمسا من هيئة المحكمة الحكم على موكله بأدنى العقوبات والحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات. وكانت لمياء دانة ( 23 سنة) الطالبة بكلية الصيدلة بمدينة غرناطة قد لقيت مصرعها بشقتها يوم رابع مارس 2008 بعد تلقيها أزيد من عشرين طعنة بواسطة سكين من طرف مواطن إسباني عاطل عن العمل. وقد خلفت وفاة الطالبة المغربية حالة من الحزن الشديد لدى طلبة وطالبات وأطر وأساتذة كلية الصيدلة التي كانت تدرس بها. وشهدت مدينة غرناطة مظاهرة حاشدة للتنديد بجريمة قتل الطالبة المغربية بحضور أزيد من ألف شخص من أسرة وطلبة وأطر كلية الصيدلة وعدد من الفعاليات الجمعوية المغربية والاسبانية. ورفع المشاركون في هذه الوقفة شعارات منددة بكل أشكال العنف والعنصرية حاملين لافتات كتب عليها "من أجل لمياء وكل ضحايا العنف" و "ضد العنف ضد النساء". كما نظم الطلبة المغاربة وأفراد الجالية المقيمة في إسبانيا العديد من الوقفات الاحتجاجية في مدينة غرناطة للتعبير عن رفضهم لكل أشكال العنف.