طبعوه بملايين النسخ، لأنه أخضر ومقدس. امتدحوه في مؤتمرات، لأنه فريد وملهم. بنوا له نصبا كبيرا في كل مكان، لأنه صارخ ومفارق. حفظوه عن ظهر قلب، لأنه طريف وظريف. رددوه هتافات صاخبة، لأنه سجع ممتع وساخر. صرفوا من أجله الملايير، لأنه فذ ونادر. ولكل ذلك خلدوه حين نحتوه على ألواح رخامية فارهة، ودفنوه في تراب البلد؛ حتى إذا ما اكتشفته أجيال المستقبل يوما ما؛ قالوا : هذا تراثنا الأخضر الذي لا يفنى! . وما هذا السفر سوى تحوير لبديهيات خضراء لا جديد فيها؛ يختصرها الشاعر الذي قال : كأننا والماء من حولنا ï قوم جلوس من حولهم ماء