ج1.الملك يحكم ولا يغضب كثيرا ما نسمع في وسائل إعلامنا عن غضب أو غضبات الملك عن أحد حراسه، أو على مسؤول كبير، وكان آخرهم رؤوس الفساد بالحيسمة. السؤال هو:هل صحيح الملك يغضب في مثل هذه الحالات؟ وهل هناك من عاين غضب الملك على وجهه وتحمل مسؤولية التصريح بذلك؟ لا أحد ،وعليه الأمر مجرد عناوين صحفية مثيرة. الملك الآن يطلع شخصيا ويفضح الخروقات والتسيب ، والفساد والشطط...ثم يتخذ القرار المناسب في حق هؤلاء الفاسدين مستعينا في ذلك بتقارير سرية موثوقة بها .. وهذا يعني أنه يقوم بعمله، والذي فوض جزء منه لعدة جهات لا تقوم بأي شيء ، ماذا يفعلون ؟ ذلك هو السؤال. وعليه الملك لا يغضب وإنما يحكم ،ومنذ توليه مسؤولية قيادة هذا البلد وكرسي حكمه على صهوة سيارته، وصل إلى مناطق نائية ، فتح أوراش تنموية عدة ، أعطى انطلاقة مبادرات اجتماعية مهمة...وفي كل ذلك دروس لكل المسؤولين ، ولكن للأسف إحدى عشر سنة من الدروس لم يستوعبوا، ولم يفهموا سياسة العهد الجديد، ولم يتخلصوا من عاداتهم السيئة...بل والأخطر في الأمر أنهم يتحركون عكس توجهات الملك، حتى أصبحوا أكبر المعرقلين لنجاح أي مشروع ، والمؤخرين لتطور وازدهار البلد..لأن من يبني ليس كمن يهدم. لأجله السلطان في حاجة لمؤازرة من شعبه في ثورة جديدة للملك والشعب، ثورة ضد الفساد ورموزه،ثورة للبناء والتطهير ، بناء العقول الخلاقة المبدعة..وتطهير النفوس والقلوب المريضة... انتظرنا كثيرا من هؤلاء المخربين ليتخلوا عن سلوكاتهم السيئة في الإدارة والمعاملات...ولكن هيهات من شب على شيء شاب عليه،ولكن ثورة الملك والشعب الهادئة لن تنتظر اليوم أحدا،لأننا خسرنا الكثير ماديا ومعنويا.. ولا بد من مواجهة كل المفسدين كيفما كانوا،وأينما كانوا.. الفرصة تاريخية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..لأن الواقع المغربي المعاش به محن ومعانات ،وحياة قاسية جدا، المدن والقرى سواء، الفقر الحرمان الذل الظلم ... وكل هذا بسبب هؤلاء المفسدين المنتشرين في كل القطاعات والإدارات المدنية والعسكرية والأمنية... وهنا الملك لا يغضب عليهم وإنما يحكم عليهم بكل حزم وصرامة..وفي ذلك عبرة لمن يعتبر..أما نحن يجب أن لا نكتفي بالتفرج والتصفيق، بل لا بد أن نكون بجانب جلالته، سنكتب له بالواضح والمرموز ونقول له: نعم سيدي أعزاك الله ، بمدينتي بعض الفاسدين ولصوص المال العام ،وهم: المدير العام ل...،والقائد الجهوي ل...، وقائد الحامية ال... حاميها حراميها وقائد المقاطعة الحضرية... أو قيادة كذا ..الشرقية أو الغربية أو الجنوبية ... وهكذا عندما تكثر الشكاوي والرسائل إلى الديوان الملكي أكيد أن الملك سيفرح ،وبعدما يتأكد من صحة المعلومات فإنه سيحكم حكمه المطاع والمنفذ بسرعة الفاكس... إذن الملك يحكم ولا يغضب، يتبع بالجزء الثاني إن شاء، وكل عام وهم خارج الأسوار ونحن بخير... ------------- ذ علي الفكعة