كلما هطلت شآبيب الرحمة إلا واستبشر الفلاحون خيرا، بيد أن الآية معكوسة عند ساكنة دوار الملحة بتازة ، فكلما هطلت أمطار الخير كلما أصيبوا بالرعب والهلع الشديد نتيجة تواجد قنطرة خطيرة بالمنطقة ، والتي تعتبر بمثابة جسر عبور لهؤلاء إلى تازةالمدينة ، عدا ذلك فالقنطرة هي الجسر النابض الذي يربطهم بدوارهم ، وإلا دونها ظلوا منعزلين عن العالم ، وكما نعرف فهذا الدوار قد شهد في السنين التي خلت، فيضانات مهولة أودت بحياة الكثيرين ، وأتت على ممتلكاتهم ... وأمام هذا الوضع المزري توالت النداءات ، إلا أن هاته القنطرة لا زالت كما هي آيلة للسقوط في آية لحظة ، ولا من يحرك ساكنا ، فقنطرة بهذه الخطورة ، تقض مضاجع السكان وتجعلهم يتساءلون عن ذلك المشروع الوهمي الذي لاح يوما في الأفق ، ثم سرعان ما تبخر والمتمثل في إصلاح القنطرة وإعادة هيكلتها ؟ . فأين نحن من هذا المشروع اليوم ؟ سيما إذا علمنا أن العديد من أبناء هذا الدوار يقصدون يوميا إعدادية " علال الفاسي " أو " ثانوية علي منبر" ...فهل نحكم على هؤلاء بالجهل والضياع والمتاهة ، ونساهم في بناء مجتمع فاشل ؟؟. وإن علمنا أيضا أن مجمل هؤلاء الساكنة يمرون من هذه القنطرة يوميا إما للعمل ، أو الدراسة ، أو للقيام بمهام عديدة ...فهل نسكت على الحيف الذي يطال هؤلاء ، ونستمر في سياسة التسويف وركن الملفات في الأرشيف إلى أجل غير مسمى ، ومما يطمي هم هؤلاء أن القنطرة تتواجد على واد للصرف الصحي يجعل الساكنة في معاناة دائمة من تبعاته ، روائح كريهة ونتنة في فصل الصيف ، مما يؤثر لا محالة على صحتهم ، سيما الأطفال منهم .. فهل من مستجيب لنداء ساكنة تعيش يوميا وبخاصة في فصل الشتاء ألوانا من الرعب والقلق على فلذة أكبادها ، أو كلما هطلت أمطار غزيرة على المنطقة ...؟؟ ومن المسؤول عن إصلاح هذه القنطرة الآيلة للسقوط ؟؟؟. قبل أن تلوح الانتخابات الجماعية الأخيرة 2009 في الأفق تم إيجاد حل ترقيعي للقنطرة ، والمتمثل في تحويل الإتجاه بواسطة تشييد قنطرة من تراب لا تبعد عن القنطرة الآيلة للسقوط في أية لحظة والتي شهدت انهيار جزء مهم منها إثر وقوع شاحنة كبيرة من أعلاها لتجد نفسها تسبح في مياه الصرف الصحي . وهذا كله يعزى إلى الإهمال من طرف المسؤولين ، فهل باتت حياة الإنسان لا تساوي شيئا ، وماذا عن الوعود الانتخابية ؟ أم أن كل شيء يصير في خبر كان بمجرد امتلاك المبتغى وتحقيقه . - اتساءل هنا عن الأصوات التي أمطرتنا فيما انصرم من الأيام بمجموعة من الوعود أخرست ، هل برامجها كانت مجرد حبر على ورق . فأين أصحاب الوعود الانتخابية أوفوا بوعودكم ، فساكنة دوار الملحة أصبحوا مهددين بسبب قنطرة الموت هاته ، وكفى إقبارا للملفات ، وركنها في الأرشيف إلى أجل غير مسمى .