رفع الستار، مساء أمس الأربعاء بالمركز الثقافي "أحمد بوكماخ" بطنجة، عن فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي، بعرض الفيلم اللبناني "كمال جنبلاط، الشاهد والشهادة" لمخرجه هادي زكاك. ويروي هذا الفيلم الوثائقي أهم الاحداث التي عاشها وأثر فيها الزعيم اللبناني كمال جنبلاط، مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي، وزعيم الطائفة الدرزية، والمفكر والشاعر، حتى اغتياله في 16 من مارس 1977. وينتقل الفيلم بالمشاهدين من لبنان إلى الهند على خطى كمال جنبلاط، الذي يكشف من خلال كاميرا الفيلم الوثائقي، شهادته على حياته الخاصة، سياساته ومواقفه التي أثرت في مجرى الحياة السياسية اللبنانية في تلك الحقبة. ويسعى هذا الفيلم الى استرجاع جزء من التاريخ وقراءته وإحياء الذاكرة السياسية الوطنية اللبنانية وتقديم صورة عن لبنان، التي عاشت العديد من الاحداث المؤثرة على استقرار وأمن البلاد في تلك الحقبة من تاريخه. وإلى جانب فيلم "كمال جنبلاط، الشاهد والشهادة "، تتنافس ضمن المسابقة الرسمية، تسعة أفلام وثائقية أخرى لنيل الجائزة الكبرى ابن بطوطة و الجائزة الخاصة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ، بالإضافة إلى جائزة أفضل مخرج وأفضل سيناريو وجائزة التميز. ويتعلق الامر بفيلم "عائلتي بين أرضين" للمخرجة نادية حارق (فرنسا / الجزائر)، وفيلم " الحجاب الملوث" للمخرجين مازن الخيرات و نهلة الفهد وأوفيديو سالازار (الإمارات)، "طائر الشمس " لعايد نبح ( فلسطين)، وفيلم "رجاء بنت الملاح" لعبد الإله الجوهري (المغرب)، "البيت السعيد" لنادين ناووس (فرنسا / لبنان)، "ألبوخاراس" لرافائيل توبا (اسبانيا)، وفيلم "آثار الإسلام في اليونان" لكمال سيفتسي (تركيا)،وفيلم "من لولا الى ليلى" لميلينا بوشي (بلجيكا) و "ضباب سربرنيتشا" لسمير ميخانوفيتش (البوسنة)، وهي الافلام التي تم اختيارها ضمن عرض فاق 200 فيلما. وتتكون لجنة التحكيم من المخرج خالد عبد الرحيم الزجالي من عمان، والمخرجة الاسبانية إيرين غوتيس والمخرج والمنتج والصحفي الفلسطيني روان دامن ، إلى جانب الناقدة والفنانة جيورجيانا فيولانتي من إيطاليا والمنتج المغربي خالد الزايري. وتميز حفل الافتتاح، الذي حضرته نخبة من نجوم الفن السابع وشخصيات ثقافية مرموقة من أوروبا والشرق، بتكريم خاص للمخرج والمنتج المصري جلال عبد السميع، الذي أنتج أكثر من 150 ساعة من الافلام الوثائقية، إضافة الى المؤرخة الإسبانية ماريا روسا دي مادارياغا، التي تركز أبحاثها على العلاقات المغربية الإسبانية، وذلك تقديرا لإسهاماتها في إثراء المجال الثقافي. وقال مدير المهرجان صهيب الوساني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المهرجان، الذي يعتبر من المهرجانات الكبرى، يهدف إلى المساهمة في تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال أفلام وثائقية تروم تغيير الصور النمطية ونقل رسائل السلام والتسامح، وأيضا تكريس دور المغرب كأرض للقاء والتقاسم وكملتقى للحضارات وجسر بين أوروبا والشرق. واضاف ان اختيار مدينة طنجة لاستضافة واحتضان هذا الحدث السينمائي المتميز ، بعد تنظيم النسخ السابقة بمدينة أصيلة، يكمن في رغبة إدارة المهرجان في التوسع الفني والجغرافي لاستيعاب مشاركات أكبر وتجويد نوعية البرامج المصاحبة للمهرجان. وتتضمن برنامج الدورة الرابعة للمهرجان الدولي أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي، التي تنظمها الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية، تنظيم ندوة علمية ومائدة مستديرة، وذلك بمشاركة نخبة من المفكرين والسينمائيين والأكاديميين والنقاد. وتتمحور المائدة المستديرة، المنظمة بتنسيق مع الغرفة المغربية لمنتجي الافلام، حول موضوع "إستراتيجية تطوير وإنتاج الفيلم الوثائقي"، فيما تتناول الندوة العلمية، التي تقام بشراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، موضوع "أزمنة الحكي من الرواية إلى الوثائقي". كما تشهد الدورة تكريمات وازنة وورشات وأنشطة موازية، تقام بدعم من جهة طنجةتطوانالحسيمة، وجماعة طنجة والمركز السينمائي المغربي ووكالة إنعاش وتنمية الأقاليم الشمالية، وبشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج والغرفة المغربية لمنتجي الأفلام ، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.