على نفس درب التألق الذي سلكته الدورات الثلاث الأولى لمهرجان "أوروبا الشرق" للأفلام الوثائقية في مدينة أصيلة، بصم منظمو هذه التظاهرة السينمائية، على انطلاقة جديدة لهذا المهرجان في فضاء أرحب، هو فضاء طنجة الكبرى، الذي يحتضن الدورة الرابعة التي رفعت الستار على فعالياتها مساء أمس الأربعاء. فعلى إيقاعات معزوفات من الفن الكلاسيكي للموسيقار العالمي "موزار" ممزوجة بموسيقى من التراث الأندلسي، أداها الفنان المتألق يونس فخار، انطلقت فعاليات المهرجان الدولي "أوروبا الشرق" للأفلام الوثائقية، معلنة عن تحول مدينة طنجة على مدى أربعة أيام إلى منصة حوار "سينمائي" بين الشرق والغرب، من خلال تنافس عشرة أفلام وثائقية تمثل دولا مختلفة، فضلا عن أنشطة موازية متنوعة تجمع بين ما هو أكاديمي وتطبيقي. وفي كلمة خلال حفل الافتتاح الذي احتضنه المركب الثقافي "أحمد بوكماخ"، أبرز عبد الله أبو عوض، رئيس الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية، وهي الجهة المنظمة لهذه التظاهرة الثقافية والفنية، أن تنظيم الدورة الرابعة للمهرجان في مدينة طنجة، يأتي ليجسد الدور التاريخي لمدينة البوغاز، التي شكلت ملتقى للشرق والغرب. وأضاف أبو عوض، أن الهدف من المهرجان، سيبقى هو فتح قنوات التواصل والحوار بين مختلف التجارب الإنسانية التي تنقلها عدسات المخرجين الوثائقيين لرواية قصص التاريخ والإنسان والحضارة، التي تزخر بها ذاكرة شعوب أوروبا والشرق. ومن جهته أكد صهيب الواساني، مدير مهرجان "أوربا الشرق" للأفلام الوثائقية، أن دورة هذه السنة من هذه التظاهرة، تحمل في طياتها المزيد من العطاء المستمدة من عوالم الفيلم الوثائقي الواسعة، التي تشكل جميعها نتاج فكر حر يتبادل الخبرات ووجهات النظر. واختار منظمو المهرجان، استهلال فعاليات المسابقة الرسمية، بعرض الشريط الوثائقي اللبناني "كمال جنبلاط الشاهد والشهيد" لهادي زكاك، الذي ستتبارى إلى جانبه تسعة أفلام وثائقية، هي الفيلم الجزائري الفرنسي، "عائلتي بين أرضين" لنادجة حاريك، و"ثلوث الحجاب" لمازن الخيرات من الامارات، و"اثار الإسلام في اليونان" لكمال سيفتسي من تركيا، ، ثم"البوخاراس" لطابو بلانكو رافائيل من اسبانيا، فضلا عن" بيت بيوت"، من فرنسا ولبنان لمخرجته ندين ناعوس، و"من لولا الى ليلى" لملينا بوشات من بلجيكا، فضلا عن "ضباب سريبرينيتسا" لسامير ميهانوفيتش من البوسنة، و"طائر الشمس" للفلسطيني عياد نبع، و"رجاء بنت الملاح" لعبد الإله الجوهري من المغرب. وستخوض هذه الأفلام العشرة، غمار التنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان، للظفر بإحدى الجوائز الخمسة، وهي جائزة إبن بطوطة الكبرى، وجائزة ابن بطوطة لأحسن إخراج، وجائزة إبن بطوطة لأحسن سيناريو وجائزة إبن بطوطة للتفرد. وهي المسابقة التي سيتولى تحكيمها كل من رئيس لجنة التحكيم المخرج السينمائي والمؤلف، خالد بن عبد الرحيم الزدجالي، كل من المخرجة الاسبانية، ايرين غوتريز، والمخرجة والمنتجة والإعلامية الفلسطينية، روان الضامن، فضلا عن الناقدة والفنانة الموسيقية، جيورجيانا فيولانتي من ايطاليا، والمنتج السينمائي المغربي خالد الزايري. كما تخصص التظاهرة أيضا، جائزة خاصة تقدمها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، باعتبارها أحد شركاء المهرجان، وتشرف على تحكيمها لجنة مكونة من رئيسها المخرج مراد بوسيف من بلجيكا، والممثلة والكاتبة المغربية ماجدة بنكيران، والمخرج التلفزي المغربي محمد بن رمضان.
وتسعى هذه التظاهرة، المنظمة، بدعم من جهة طنجةتطوانالحسيمة والجماعة الحضرية لطنجة، ولمركز السينمائي امغربي ومجلس الجالية المغربية بالخارج ووكالة إنعاش وتنمية الأقاليم الشمالية، وغرفة المنتجين المغاربة إلى ربط الجسور والصلة بين الشرق وأوربا وتقديم فرجة وثائقية هادفة ومفيدة.