زار جلالة الملك محمد السادس، اليوم الإثنين، عبد الرحمان اليوسفي بإحدى المؤسسات الاستشفائية بالدار البيضاء، وذلك للمرة الثانية. وكان الملك قد زار اليوسفي، يوم السبت الماضي، بعد أربعة وعشرين ساعة من نقل إلى المستشفى إثر إصابته بالتهاب رئوي. وقد ظهر الملك في صورة جديدة يتحدث مع اليوسفي وبجانبه زوجة الأخير، حيث كان مرتديا لسترة جلدية وممسكا قبعة رياضية في يده. ويعرف الجناح، الذي يرقد به اليوسفي، توافد عدد من الشخصيات والأفراد الراغبين في زيارته والاطمئنان على صحته. وكان أخر لقاء رسمي بين الملك واليوسفي، زوال يوم السبت 30 يوليوز الماضي بمدينة طنجة، حيث أشرف الملك محمد السادس، على تدشين شارع "عبد الرحمان اليوسفي"، الذي يحمل إسم الوزير الأول لحكومة التناوب (1998- 2002). وتشكل هذه المبادرة الملكية، خلال الاحتفال بعيد العرش تكريما لأحد أبناء طنجة وكبار شخصيات الحركة الوطنية، ورجل الدولة الذي طالما أبان عن تفانيه الكبير وحكمته وتبصره ونكران الذات في الاضطلاع بمسؤولياته. وقد ولد الوزير الأول السابق بمدينة طنجة عام 1924، التحق بحزب الاستقلال في سن مبكر، انتقل بعد ذلك إلى فرنسا للدراسة حيث مكث هناك إلى حين حصوله على شهادة في القانون والعلوم السياسية، بعدها عاد إلى مدينته الأم طنجة واشتغل بها محاميا، وشغل منصب رئيس نقابة المحامين. وبعد الانشقاق الذي عرفه حزب الاستقلال سنة 1959، قرر اليوسفي وعدد من أصدقائه مثل عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بن بركة، تأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الحزب اليساري، وسوف يصبح بعدها اليوسفي أحد أبرز المعارضين خلال فترة حكم الحسن الثاني. وشارك عبد الرحمان اليوسفي أيضا في تنظيم حركة المقاومة وجيش التحرير، خصوصا بعدما قامت السلطات الفرنيسة بنفي السلطان محمد الخامس.