تأكيدا لدورها الأساسي والريادي في التوعية والتحسيس والمواكبة في مجال البناء والتعمير، نظمت الهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين لقاءا دراسيا يوم أمس الأربعاء بطنجة، حول موضوع: " مسؤولية المهندس المعماري في التشريع المغربي"، بحضور وازن لكافة المتدخلين في المجال. اللقاء الذي عرف نقاشا مستفيضا حول مسؤولية المهندس المعماري وباقي المتدخلين في القطاع، شهد تقديم عرضين مفصلين من طرف كل من عزيز الوهابي، مهندس معماري، وأستاذ بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية وخبير في الشؤون القانونية، ومحمد بنونة ، مهندس خبير في مجال التأمينات وتدبير المخاطر. عزيز الوهابي ومن خلال مداخلته، تناول العديد من النقط التي تهم الجانب التشريعي والقانوني، حيث حددها في ثلاث مسؤوليات أهمها المدنية، المؤمنة جزئيا، وهي التي من خلالها يتم إصلاح أو تعويض الآخر عن الضرر الجسدي والمادي بسبب إرتكاب خطأ. كما تطرق للمسؤولية الجنائية التي قال أنها لا تخضع للتأمين وأنها تنتج عن خرق أو عن فعل أو عن إمتناع فعل يعاقب عليه في القانون الجنائي. الوهابي ومن خلال عرضه قدم العديد من الأمثلة مصحوبة بالصور، تكشف عن إختلالات مهنية صاحبت بعض المشاريع أدت في النهاية لبعض منها إلى سقوط وإنهيار أبنية سواء في طور الإنجاز أو بعده. من جهته، قدم محمد بنونة المختص في مجال التأمينات وتدبير المخاطر، عرضا تناول من خلاله حالات معينة لحوادث سابقة في أوراش البناء محددا المسؤولية بين جميع المتدخلين سواء المهندس المعماري أو المهندس المختص أو مكاتب الدراسات وغيرهم. بنونة ومن خلال نفس العرض، ركز على أهمية المهندس المعماري في تطور الحضارات الإنسانية وذلك منذ فترة حمورابي ملك الإمبراطورية البابلية إلى حدود الآن، كما أثار الإنتباه إلى أهمية التأمين على أخطار الأوراش في أقصى حدوده، داعيا إلى حسن التدبير في حالة النزاع مع التركيز على تقوية الضمانات عبر توثيق جميع المعاملات التي تربط جميع المتدخلين في إنجاز أي ورش. عبد الحق الإبراهيمي رئيس الهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين ، وفي كلمة له بالمناسبة، أكد أن الهدف من هذه التظاهرة هو تحسيس جميع الفاعلين في مجال البناء بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وذلك من أجل التأسيس لمرحلة جديدة لممارسة مهنة الهندسة المعمارية وتبوء المهندس المعماري المكانة التي يجب أن يحتلها المسؤول الأساسي والمنسق الرئيسي لمشاريع البناء، وذلك لمواكبة الطفرة النوعية التي تعرفها مدينة طنجة في إطار برنامج طنجة الكبرى التي ستعطي إنطلاقة جديدة ودينامكية متجددة للمشاريع العمرانية والمعمارية للمدينة، من أجل تأهيلها لتحتل مكانة متميزة ضمن كبريات الحواضر العالمية. سليم بوشخاشخ الكاتب العام للهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين، تطرق من جهته إلى الرسالة التي توصلت بها الهيئة من طرف الوالي على ولاية جهة طنجة- تطوان، حيث لخص مضمونها في التركيز على الدور الريادي الذي يحتله المهندس المعماري في عملية البناء، وعلى المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه، موجها لهم دعوة من أجل العمل في إطار من المسؤولية والإنضباط من خلال توصيات تهم المستويين القانوني والتنظيمي لتجاوز الإكراهات والإختلالات التي يعرفها قطاع البناء.