نحن لسنا "بقرة حلوب" وما هو دور الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج التي من المفروض أن تكون بجانب المهاجر المغربي لحل همومه ومشاكله يقول" عبدالله الحريضي " مهاجر مغربي من مدينة القنيطرة مقيم بفرنسا منذ أربعين سنة وهو من بين المئات من المهاجرين المغاربة الذين ينتظرون دورهم ضمن طوابير طويلة لسيارات المهاجرين العالقين بميناء طنجة المتوسط في انتظار موعد إبحارها. جحيم العودة إلى ديار المهجر، حديث المئات من المهاجرين العالقين لأزيد من ستة عشرة ساعة بأرصفة الميناء المتوسطي على متن سيارتهم رفقة أسرهم في انتظار ولوجهم إلى البواخر، الذين عبروا في تصريحهم (لمجلة طنجة نيوز) عن إستيائهم الشديد وامتعاضهم عن غلاء تذاكر السفر و من وتيرة عملية الإبحار نحو مينائي "طريفة" و "الجزيرة الخضراء" بسبب عدم اتخاذ السلطات المينائية الإجراءات الكفيلة لضمان عملية عودة الجالية إلى ديار المهجر في أحسن الظروف بعيدا عن المعاناة التي ذاقوها بمينائي" الجنوب الإسباني" أثناء العطلة السنوية. ويقول رشيد شاكر من مدينة سلا مقيم بإيطاليا، أن الوضع في ميناء "الجزيرة الخضراء"، الذي يعتبر واحدا من أكبر الموانئ الإسبانية والأوروبية ويتمتع بقدرة تنظيمية كبيرة وتدخله عشرات الآلاف من سيارات المهاجرين مباشرة عبر طريق سيار خاص، مختلف تماما عن الوضع في "ميناء طنجة المتوسطي" مضيفا أنه هناك الكثير من الحركة التي هي أقرب إلى العشوائية وارتباك في عمليات التفتيش من طرف الجمارك وخروج السيارات وكثرة العمال الذين لا تعرف اختصاصاتهم ما يسبب ازدحاما إضافيا وارتباكا آخر في عملية الولوج إلى البواخر. باقي أفراد الجالية المنتظرين بطوابير العودة أجمعوا في تصريحاتهم، أنهم ذاقوا مرارة العيش يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، بعدما ظلوا عالقين لمدة يومين بسبب الإهمال والتماطل الذي وجهوا به من طرف الجهات المسؤولة عن تنظيم عملية العبور، لعدم اعتمادها إجراءات تنظيمية تسهل عبورهم مضيق جبل طارق على متن السفن والمراكب المخصصة في ظروف مناسبة تعفيهم من طوابير الانتظار، حتى يتسنى لهم الإلتحاق بأرض المهجر بعد إنتهاء العطلة السنوية المحددة في نهاية شهر( غشت)، حيث تبدأ الدراسة والعمل مع بداية الأسبوع الأول من شهر شتنبر. مصادر من ميناء طنجة المتوسط أكدت في اتصال مع (طنجة نيوز) أن السلطات المعنية بالميناء تفاجأت للكم الهائل لطوابير سيارات المهاجرين الذين قصدوا في وقت واحد بوابة الميناء من أجل الإبحار، علما أنه جرت العادة أن يعرف ميناء "طنجة المتوسطي" هذه الحركة أثناء موسم العودة، حيث تبين أن مستخدمي شبابيك بيع تذاكر البواخر المنتشرة على طول الطريق المؤدية للميناء المتوسطي وعند مدخل المدينة (باكزناية) وباحة الإستراحة بطريق الرباط يقومون بإرشاد المسافرين، كما أن السلطات المينائية عززت عملية العبور ببواخر أخرى تربط بين مينائي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء منها السريعة لتخفيف الضغط والاكتظاظ وعملت أيضا على توحيد تذاكر الركوب في جميع البواخر. وتضطر آلاف السيارات المتجهة نحو ميناء "طنجة المتوسط " إلى الانتظار وقتا طويلا، ويزداد هذا الاكتظاظ خلال فصل الصيف، وتصل آلاف السيارات القادمة من الطريق السيار الذي يربط المدينة بباقي المدن المغربية إلى الميناء لتصطف في الأرصفة في انتظار الوصول إلى بوابة البواخر السريعة التي تظل طاقتها الإستعابية ضعفية مقارنة مع حجم البواخر الكبرى. وفي كثير من الأحيان تقف السيارات في طوابير طويلة من الميناء، وتقف سيارات المهاجرين التي تعرف بلوحاتها الأجنبية وأسطحها المليئة بالحقائب مع سيارات عادية تكون في طريقها إلى البحر لتتشكل طوابير طويلة لعدة كيلومترات قبل أن تبدأ حركة السير في الانزياح والمرونة قبل الدخول إلى الطريق السيار. واعتبر المئات من المهاجرين المغاربة أن هذا السلوك يتكرر كل سنة في أوج مرحلة العودة المواطنين إلى ديار المهجر، بحيث تستغل شركات النقل عبر البواخر الاكتظاظ في عدد المسافرين ويعمدون إلى التصرف في أثمنة التذاكر حسب رغبتهم في غياب تام لأي رقابة على الأثمنة المقررة والمحددة قانونا، خاصة و أن سعر التذكرة ارتفع إلى 50 في المائة على الأثمنة المعروفة والمعمول بها طيلة السنة، الأمر الذي يعزى إلى استغلال شركات الملاحة البحرية للإقبال الكثيف للمواطنين على تذاكر العودة إلى ديار الغربة.