كانت لديهم نفس الرغبة في الالتحاق بأرض الوطن قبل يوم العيد، حين غادروا دول إقامتهم عند نهاية الأسبوع الأخير من شهر الصيام، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين بالجزيرة الخضراء تحت قصف إسباني مادي ومعنوي. مهاجرون مغاربة قضوا أسوأ أيامهم خلال رحلتهم في اتجاه بلدهم لقضاء عطلتهم الصيفية ، بعدما ظلوا عالقين بالتراب الإسباني في طوابير طويلة ، امتدت مع نهاية الأسبوع الأخير إلى حوالي 6 كلم بعيدا عن ميناء الجزيرة الخضراء ، حين امتلأت جميع مواقف السيارات ، واضطر العديد من المهاجرين إلى غاية أول أمس الإثنين البقاء في الطريق لساعات طويلة في أجواء حارة. سلطات ميناء الجزيرة الخضراء أعلنت عن تسجيل معدل دخول لأزيد من 700 سيارة خلال ساعة واحدة عند زوال يوم الأحد المنصرم ، وبلغ مجموع العربات التي توجهت نحو ميناء طنجة المتوسط ما يفوق 5000 سيارة ، وهو نفس العدد تقريبا الذي استقبله الميناء المتوسطي يوم السبت ، بعدما فاق عدد السيارات التي عبرت الجزيرة الخضراء في اتجاه طنجةوسبتة 10 آلاف سيارة في يوم واحد. هذا التوافد الكبير للمهاجرين المقيمين بالخارج على ميناء الجزيرة الخضراء كان متوقعا مع اقتراب عيد الفطر وتزامنه مع الأسبوع الأول من شهر غشت ، حيث بداية عطلة العديد منهم ، وهو ما دفع بالسلطات الإسبانية إلى فرض نظام تداول التذاكر بين الشركات البحرية لتقليص مدة الانتظار ، وشرع في تنفيذه على مستوى الخط البحري الجزيرة الخضراء – طنجة المتوسط منذ يوم الخميس المنصرم ، فيما لم يتم اعتماده بالنسبة للرحلات المتجهة نحو سبتة إلا يوم السبت الأخير بعد احتجاج العديد من المسافرين. تطبيق هذا الإجراء صاحبه قرار مفاجئ اتخذته السلطات الإسبانية المعنية بتدبير قطاع النقل البحري ، بعدما فرضت تسعيرة جديدة بزيادة فاقت نسبة مائة بالمائة ، حين انتقل سعر تذكرة السفر للشخص الواحد على متن البواخر بين الجزيرة الخضراء و ميناء طنجة المتوسط ، من 20 أورو إلى 47 أورو ، وذلك دون سابق إنذار ، وهو ما اعتبره العديد من المهاجرين " استغلالا بشعا " لموسم العبور من قبل الشركات الإسبانية ، التي أضحت تسيطر على نشاط النقل البحري بين الضفتين ، أمام استغرابهم من صمت السلطات المغربية حول هذه المعاناة ، التي يتحملها أفراد الجالية المغربية بالخارج في ظل تأثرهم بالأزمة الاقتصادية الراهنة. مديرية الوقاية المدنية والهجرة الإسبانية ، أعلنت عن عبور 22328 مسافرا و6788 سيارة لميناء الجزيرة الخضراء في اتجاه ميناء طنجة المتوسط ، خلال يوم الأحد المنصرم ، وتوقعت أن تستمر حركة العبور بنفس الوتيرة خلال هذه الأيام إلى غاية يوم العيد ، دون أن يتم الإعلان عن إجراءات استثنائية من قبل الجانب المغربي.