على وقع الاحتجاجات، غادر مجموعة من المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج ميناء طنجة المتوسط للركاب، بعدما عبروا عن استيائهم من تأخر مواعيد إبحارهم، ومؤاخذتهم الجهات المسؤولة عن تنظيم عملية العبور على عدم اعتمادها إجراءات تنظيمية من شأنها تسهيل عودتهم إلى دول إقامتهم في ظروف مناسبة تعفيهم من أي احتجاج. حوالي 200 سيارة لأفراد الجالية المغربية بالخارج، ظلت عالقة صباح أول أمس السبت، بميناء طنجة المتوسط للمسافرين ، بعدما لم يتمكن أصحابها من الإبحار في الموعد المحدد لهم ، حين اكتشفوا بأن الباخرة التي كانت ستنقلهم قد غادرت الميناء، حيث تخلت عنهم الشركة البحرية الجديدة التي حصلت مؤخرا على رخصة استغلال الخط البحري الرابط بين ميناءي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء، نتيجة ترويجها لأعداد كبيرة من تذاكر السفر تفوق الطاقة الاستيعابية لباخرتيها وفق مواعيد برنامج الرحلات المحدد على هذا الخط البحري، الذي تؤمنه 12 باخرة من الصنفين الكبيرة والسريعة. احتجاجات المهاجرين ضد الشركة المذكورة، تكررت طيلة أيام الأسبوع المنصرم، واشتدت حدتها نهاية الأسبوع الفارط، الأمر الذي استدعى قيام عامل إقليمالفحص أنجرة، صبيحة أول أمس، بزيارة إلى عين المكان، رفقة مجموعة من المسؤولين بوكالة طنجة المتوسط، في محاولة لتهدئة المحتجين الذين طالبوا بتطبيق القانون وحماية حقوقهم لوضع حد لمثل هذه المعاملات التي تقوم بها بعض الشركات، والتي تسيء إلى عملية « مرحبا 2012». مجموعة من المهنيين بالميناء المتوسطي يحملون المسؤولية لإدارة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط المشرفة على تدبير شؤون الميناء، لعدم اعتمادها كافة الشروط المطلوبة في توفير أجواء جيدة لتنقل المهاجرين، ذهابا وإيابا، في فترة موسم العبور أمام استمرار تداخل الرحلات البعيدة في اتجاه موانئ سيت وجينوة وبرشلونة مع الرحلات اليومية نحو ميناء الجزيرة الخضراء ، لكن أطرافا أخرى تعتبر أن التنافس بين مجموعة من الشركات البحرية في ظل الأزمة التي يعيشها قطاع النقل البحري يكون من بين أسباب حدوث بعض المشاكل التي يتضرر منها المسافرون وتعيق عملية العبور. مديرية الملاحة التجارية المغربية لم تعتمد هذا الموسم نظام تداول تذاكر السفر بين الشركات البحرية التي تؤمن بواخرها الخط البحري طنجة – الجزيرة الخضراء ، كما كان يجري في السابق خلال فترات الازدحام في مرحلة عودة المهاجرين إلى دول المهجر ، بعدما صارت الطاقة الاستيعابية للبواخر كافية أمام ارتفاع أعداد الرحلات وقصر المسافة بين الميناءين ، إلا أن السلطات الإسبانية كانت قد فرضت هذا النظام عند مرحلة الدخول، واستمر العمل به لمدة أربعة أيام في ذروة فترة الاستقبال. بلغ عدد المهاجرين الذين عبروا ميناء طنجة المتوسط في اتجاه ميناء الجزيرة الخضراء منذ انطلاق موسم العبور إلى غاية نهاية الأسبوع الأخير ، 127 ألفا و978 مسافرا و 46 ألفا و401 سيارة ، حسب إحصائيات مديرية الهجرة الإسبانية ، التي سجلت انخفاضا في أعداد العابرين بنسبة 14 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، وتتوقع أن تعرف حركة العبور بعض الارتفاع مع نهاية الشهر الجاري.