لم يسبق في تاريخ عملية العبور، وخاصة أثناء عملية العودة إلى بلاد المهجر، أن تعثرت عمليات مغادرة أرض الوطن عبر موانئ الناظور، والحسيمة، وبوابة سبتة السليبة، والميناء المتوسطي، وميناء طنجةالمدينة، بالشكل الذي عاشته هذه المعابر الحدودية خلال أيام 25 و26 و27 و28 و29 و30 و31 غشت، وأوائل شهر شتنبر الجاري. فمن خلال رصد ومعاينة عمليات المغادرة عبر نقطة سبتة السليبة، والميناء المتوسطي وميناء طنجةالمدينة، لاحظنا خلال هذه الأيام، طوابير الانتظار، وقد وصلت أحيانا، خمسة كيلومترات، وخاصة ما بين الفنيدق وبوابة سبتة، وعلى امتداد مدخل ميناء طنجةالمدينة والشوارع التي تربطه بمداخل المدينة والميناء.. ويعود السبب الرئيسي لطوابير الانتظار والاختناق المروري وانقطاع الطرق أحيانا، لرغبة الآلاف من إخواننا المهاجرين، في الالتحاق ببلاد المهجر، في نفس المواعيد والتواريخ، وخاصة ما بين 25 و30 من شهر غشت، وأن ذلك بلغة الأرقام والتوقيت مستحيل تحقيقه بالنسبة للجميع، وذلك بسبب عدم قدرة الموانئ والمعابر السالفة الذكر على تحقيق ذلك، خاصة وأن البواخر الرابطة بين هذه المعابر والموانئ الإسبانية، والإيطالية، والفرنسية، ليست لها القدرة على نقل الآلاف من المهاجرين المتدفقين دفعة واحدة، والمقدرة أعدادهم وسياراتهم بالآلاف.. هذا الوضع الذي كان متوقعا، لم تأخذه السلطات المختصة بالاعتبار اللازم، حيث كان على القائمين على عملية العبور، القيام بحملات إعلامية استباقية لتنبيه المغادرين، لما يمكن أن يتعرضوا له إذا ما اختاروا المغادرة في التواريخ المعروفة سنوياً بأيام الذروة، وخاصة ما بين 25 و30 من شهر غشت.. كما كان على اللجان المكلفة بالعبور، استعمال محطات الاستراحة القريبة من المعابر المينائية، وضبط طوابير الانتظار هناك، وتوجيه المسافرين في شكل دفعات، حسب القدرة الاستيعابية للموانئ، ونوعية المراكب، وأماكن رسوها وانطلاقها، كما كان على سلطات طنجة، إعادة فتح مركز الاستقبال بملاباطا بطنجة، واستعماله للتخفيف من ازدحام وتدافع السيارات المتوجهة إلى طريفة عبر ميناء طنجةالمدينة.. مواجهة مشاكل المغادرة، وخاصة عبر ميناء طنجةالمدينة، تطلبت من الدولة، مجهودات كبيرة، لضبط الأمن وحماية المهاجرين إلى حين مغادرة الميناء، حيث تم تجنيد المئات من رجال الشرطة، والجمارك، وأعوان السلطة المحلية كما تم تسهيل عمليات التأشير الجمركي بالنسبة للسيارات، وطبع الجوازات في أوقات قياسية من قبل شرطة الحدود.. أما الملاحظات التي تم تسجيلها بميناء طنجةالمدينة، وبشكل صارخ، نذكر منها انعدام وجود المؤسسة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج، والغياب شبه الكلي للخدمات الطبية والاستعجالية على امتداد طوابير الانتظار، وعدم وجود المراحيض، ومياه الشرب، والمرشدين، وعدم تخصيص ممرات للمرضى والعجزة وكبار السن، والحوامل والمعاقين وإعطائهم أسبقية المغادرة، ناهيك عن حالات النشل، والسرقة، وتسلل الحراكة، وانعدام النظافة.