تعاني العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها، اليوم الجمعة، من اضطرابات هائلة في حركة النقل العام بسبب إضراب شامل لقطاع النقل، احتجاجا على المشروع الحكومي لإصلاح نظام التقاعد في البلاد. وأفادت وكالة “فرانس برس” بأن المشاركة الواسعة لموظفي أنفاق المترو في الإضراب أدت إلى إغلاق 10 من أصل خطوط المترو ال 16 في العاصمة بالكامل، فيما عمل قطار واحد من أصل ثلاثة في أربعة خطوط أخرى وفي ساعات الازدحام فقط، وليس بالضرورة على طول الخط بأكمله. ويأتي ذلك بالتزامن مع اضرابات كبيرة في عمل سكك الحديد لقطارات المناطق، فيما لا تعمل سوى واحدة من كل ثلاث حافلات بالعاصمة. وأسفر الإضراب عن ازدحام الأرصفة بالمارة وخروج “أساطيل الدراجات الهوائية” إلى الشواريع، علاوة على ازدحامات مرورية تمتد لأكثر من 280 كيلومترا، ما يعد “تعبئة غير مسبوقة” منذ 12 عاما. ونظم الإضراب تلبية لدعوات نقابات عديدة لوسائل النقل العام، بغية إنقاذ نظام التقاعد الخاص بهم الذي من المفترض أن يلغى ضمن إطار مشروع الإصلاح الذي يدعمه الرئيس، إيمانويل ماكرون. وينص مشروع الإصلاح على إنهاء كل الأنظمة الخاصة التي يستفيد منها بعض الموظفين والعاملين في الشركات العامة الكبرى وبعض القطاعات المهنية الأخرى (مثل البحارة وموظفي أوبرا باريس وغيرهم)، وفرض نظام عام للتقاعد يعتمد على النقاط. وتعتبر الحكومة الفرنسية أنظمة التقاعد مكلفة جدا، حيث أظهر تقرير لمحكمة التفتيش، في يوليو الماضي، أن معدل سن التقاعد في قطاع النقل بالعاصمة بلغ 55.7 سنة في 2017، مقابل 63 عاما لمتقاعدي النظام العام. غير أن النقابات تصر على أن هذا النظام الخاص يأخذ في عين الاعتبار قيودا محددة وصعوبات مرتبطة بمهمتهم في الخدمة العامة.