في حفل ساحر استمر إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، استحق عن جدارة أن يكون مسك ختام الدورة الثامنة عشر من مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم"، عاش جمهور النهضة سهرة فنية غنية من ألف ليلة وليلة مع الفنان الإماراتي حسين الجسمي. "الفن جمعني مع جمهور عزيز عليا بزاف"، هكذا افتتح الجسمي حفله بلهجة مغربية تكاد تكون مثالية، لتتبعها عبارات أخرى مثل "نهار كبير هذا"، "الله يكبر بيكم"، "توحشتكم بزاف"، في تعبير ولا أصدق عن حب الفنان الإماراتي لجمهوره المغربي والمغرب عموما، الشيء الذي جعل الجمهور الحاضر يدخل في موجة هستيرية من التصفيقات والهتافات، ويرد الترحاب بأهازيج "الصلاة والسلام على رسول الله". موسيقيا، ابتدأ الحفل بأغنية "بحر الشوق" الهادئة، ليكمل الفنان الإماراتي على نفس المنوال بتأدية أغان مثل "بحبك وحشتيني"، "ما يسوى"، و"عمرك سمعت"، حيث غاص الجمهور الذي حضر بكثافة، والذي تميز بحضور قوي للجنس اللطيف، في جو رومانسي حالم، استبدلت فيه أضواء المنصة بأضواء الهواتف وهتفت الحناجر بأعلى صوتها في تناغم وتجانس مع مغن عبر غير ما مرة عن عشقه وحبه للمغرب. وبعد هذه الجولة الرومانسية بامتياز، حيث اختلطت مشاعر العشق، واللقاء والفراق.. غير الجسمي الريبرتوار ليفاجئ الجماهير الحاضرة بتقديم أغاني مغربية على رأسها "الحرم يا رسول الله"، و"تزوج ما قالها ليا"، بالإضافة إلى "جوني مار". وفي واحدة من أكثر اللحظات تأثيرا خلال الحفل، قدم الجسمي وللمرة الأولى أغنية "ديما ديما حبنا للمغرب"، أداها وهو يحمل الراية المغربية، حيث أسر للجمهور أنه حفظ هذه الأغنية قبل يوم من الحفل لأنه كان مصرا على أدائها للمرة الأولى أمام جمهور موازين. كما قدم الفنان الإماراتي، مجموعة من أغانيه الأكثر شهرة التي تراقص على إيقاعاتها الحماسية الجمهور الحاضر، منها "ستة الصبح"، "الغرقان"، "الجبل"، "أنا الشاكي"، ليختم هذا الحفل المتميز على إيقاعات شعبية مصرية بأغنية "بشرة خير". وفي الجزء الأول من الحفل، كانت الفنانة المغربية زينب أسامة قد أطلت على جمهورها بإطلالة باللون الأبيض تجمع بين التقليدي والعصري. واستقبل جمهور النهضة الفنانة الشابة بالتصفيقات والهتافات، خاصة مجموعة من الشباب والشابات، حيث بدت عليهم السعادة والفرحة بلقاء معشوقتهم وهم يلوحون بصورها ويهتفون باسمها، ما استرعى انتباه الفنانة التي لوحت لهم وشكرتهم على تشجيعاتهم بكلمة "أنا أيضا أحبكم". وافتتحت خريجة برنامج "ستار أكاديمي" الحفل بأغنيتها "دادا حياني"، التي رددتها معها مجموعة كبيرة من الجمهور، فيما كان آخرون يستمتعون بصوتها المتميز الذي يجمع بين القوة والهدوء في آن واحد. كما قدمت الفنانة المغربية كشكولا غنائيا متميزا جمع بين أغاني مغربية لفنانين مغاربة شباب، وأغاني لبنانية وأخرى خليجية لتشد انتباه الجمهور الحاضر بخامتها الصوتية المميزة التي تجعلها قادرة على أداء مختلف الألوان الموسيقية. وبلغ الحماس أقصاه خلال تأديتها لمجموعة من الأغاني الشعبية مثل "هزو بنا العلام"، "مول الكوتشي"، "دور بيها يا الشيباني"، التي ألهبت حماس الجمهور الحاضر الذي لم يتوانى عن الرقص والغناء على نغمات هذه الأغاني الحماسية. ومع نهاية الحفل، شكرت المغنية المغربية الشابة جمهور منصة النهضة على تجاوبه الكبير، وهنأت المنتخب الوطني على فوزه في مباراة يوم الجمعة متمنية للنخبة الوطنية مسيرة كروية موفقة. وزينب أسامة مغنية مغربية من مواليد سنة 1992 بمدينة الدارالبيضاء، عشقت الفن منذ صغرها، وكانت تغني في الحفلات المدرسية وحفلات العائلة، مما دفع والدها لتسجيلها بإحدى المعاهد الموسيقية بمدينة الدارالبيضاء. وفازت سنة 2012 في مسابقة غنائية في دار الأوبرا المصرية، وكانت أول مغربية تفوز بهذه المسابقة، ثم شاركت سنة 2013 في برنامج إكس فاكتور، لكنها خرجت من البرنامج قبل مرحلة العروض المباشرة، وفي نفس السنة شاركت في الموسم التاسع من برنامج ستار أكاديمي، وهنا كانت الإنطلاقة الحقيقية لزينب أسامة، حيث تعرف عليها العالم العربي وغنت بجانب كبار الفنانيين، وكانت وصيفة حامل اللقب، ليتم بعدها بأشهر قليلة إختيارها من طرف الشركة المنتجة لبرنامج ستار أكاديمي 9 للمشاركة في برنامج أجمل سنين عمرنا. ومع إسدال الستار على فعاليات مهرجان موازين، استمتع الجمهور المغربي بكل من سلا والرباط، طيلة تسعة أيام بعروض فنية متميزة شملت مختلف الألوان الموسيقية، في ما يتماشى وقيم التنوع والانفتاحالمغرب التي لطالما كانت شعارا للمهرجان.