مرة أخرى عرت الأمطار التي تهاطلت على مدينة طنجة في الأيام الأخيرة عن هشاشة البنيات التحتية للمدينة، فقد تسببت في خسائر مادية فادحة بعد أن غمرت المياه العشرات من المنازل بمقاطعة مغوغة. وحسب متخصصين في مجال الهندسة المدنية فإن طنجة ستبقى معرضة بشكل دائم لخطر الفيضانات ما لم تتمكن أمانديس من الانتهاء من تنفيذ استثماراتها المتعلقة بتجديد قنوات الصرف الصحي، كما أن أشغال توسيع نهر مغوغة الذي يخترق المدينة لا زالت متعثرة، وهو ما يتسبب في هاته الفيضانات حيث لا تجد المياه المتهاطلة المنافذ الكافية لتصريفها نحو الشاطئ. من جهة أخرى أكدت ذات المصادر أن هناك سببا رئيسيا لهاته الفيضانات والذي غالبا ما لا يتم الإلتفات إليه، ويكمن بالأساس في زحف البناء العشوائي الذي امتد إلى مجاري المياه والمناطق الممنوعة البناء، مما ضيق الخناق على المياه المتهاطلة التي لم تعد تجد المجاري الكافية لتصريفها مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه نحو مناطق سكنية تفتقد في الغالب لمجاري المياه. وختمت المصادر تصريحها بالقول أن مجلس المدينة وولاية طنجة وشركة أمانديس مطالبون بتوفير استثمارات كبيرة في أفق التغلب على خطر الفيضانات المتكررة سنويا، كما يتوجب على المسؤولين اتخاذ إجراءات حاسمة فيما يخص الانتشار السرطاني للعشوائيات، حيث ستبقى كل الاستثمارت المتعلقة بالبنية التحتية غير ذي جدوى ما لم يتم إيقاف البناء العشوائي.