بعيدا عن أجواء الصراعات المحمومة بين الأحزاب ولوائحها، هناك عدد كبير من ساكنة طنجة لايهمهم من الانتخابات سوى ما يعود عليهم بالأجر، حيث تنتعش عدد من المهن الموسمية خلال هذه الفترة التي يحاول أصحابها أن يستفيدوا منها قدر الإمكان لأنها " لن تتكرر" إلا بعد سنوات. ولعل المهنة الأولى التي تنتعش بكثرة هي توزيع الأوراق والملصقات الانتخابية، ترافقها بالضرورة مسألة كراء الدكاكين والكراجات لفترة قصيرة وبمبالغ مغرية. ويستغل شباب الأحياء الشعبية، خصوصا العاطلين منهم، هذه الفرصة من أجل التسجيل فيما يسمى "لوائح الموزعين"، والتي يتكفل بها المسؤول في الدكان أو الكراج، والذي يكون المسير الأول للحملة ذاتها في الحي. ومن خلال هذه اللوائح يتم العمل بشكل يومي على توزيع المهام على الموزعين وغيرهم من خلال توقيع ورقة الحضور قبل الانطلاق لأداء المهام. وبالنسبة للأجر المخصص لهؤلاء فيتراوح بين 100 و 200 درهم، حسب المهمة وحسب الشخص نفسه أحيانا وحظوته لدى المسؤول الأول على العملية. وعلى صعيد آخر، تنتعش عملية كراء السيارات بشكل كبير، حيث يعتمد المرشحون كثيرا على وكالات الكراء في ملأ الخصاص في هذا الجانب، حيث يمكن ملاحظة أكثر من سيارة تجول في شوارع طنجة حاملة ملصقات هذا الحزب أو ذاك. بالنسبة للمطابع، فموسم الانتخابات يعتبر "همزة" كبيرة جدا، خصوصا لمن يحظى منهم بنصيب الأسد من العملية، خصوصا أن مسألة طباعة الملصقات تبقى ضرورية جدا ولا مناص منها بالنسبة لأي مرشح وأي حزب مهما كانت شعبيته.