تعرف الساحة الفنية والثقافية بمدينة طنجة انتعاشة لافتة خلال الموسم الصيفي، في ظل تعدد المرجعيات الثقافية والموارد الفنية ما يجعل هذه المدينة تعيش على إيقاعات تبلور تطلعات الساكنة والزوار. وعملا بمبدأ التعايش، والتكامل والانسجام، وإيمانا بدور التنوع في إغناء المشهد الثقافي، وتماشيا مع التحولات السوسيو اقتصادية التي تعرفها المنطقة الشمالية وخاصة منها منطقة اجبالة، تحرص جمعية أجراس للتنمية والثقافة والفنون الشعبية، على أهمية تموقع مهرجان الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة الذي يعيش هذه السنة ربيعه الخامس تحت شعار { التراث الجبلي غنى الذاكرة وتجدد الإبداع } في إصرار كبير على المضي قدما للحفاظ على هذا الموروث الثقافي والفني في تراثنا الجبلي رغم قلة التوثيق. إن ما يزخر به التراث الشعبي الجبلي من فنون أصيلة وعادات وتقاليد ذات أبعاد عميقة يترجم سيرورة حياة تتناغم فيها الروح والذات عبر مفردات يصعب فك رموزها إلا بالنبش والبحث، وبتدخل جاد لأكاديميين مهتمين؛ ولعل اختيار موضوع " تجليات البعد الصوفي في الفنون الجبلية " كمحور لندوة هذه الدورة لدلالة واضحة على المسار الذي تنهجه الجمعية في الجانب العلمي لهذا المهرجان. إن مهرجان الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة بانفتاحه على باقي الثقافات والفنون، برهن وبالملموس من خلال الدورات السابقة على قدرته رد الاعتبار لهذا التراث لهذا التراث الفني الغني، انطلاقا من الموقع الذي أصبح المهرجان يحتله محليا جهويا ووطنيا. وتبقى الدورة الخامسة برسم سنة 2011 تطمح من خلال الجهود المتواصلة لضمان الاستمرارية الجادة لتحقيق الأهداف التالية : - التعريف بغنى التراث الجبلي - المساهمة في إثراء المشهد الفني الثقافي لجهة طنجة تطوان عموما ومدينة طنجة خصوصا - المشاركة في إغناء الجانب السوسيو اقتصادي لمدينة طنجة - تكريم رموز الفنون الجبلية اعترافا بما أسدوه في هذا المجال - الاهتمام بمكونات التراث الفني الجبلي بحثا وتوثيقا - الاعتناء بالمواهب والطاقات الشابة في مجال الفن الجبلي وبالرغم من كل الصعوبات التي تعترض فريق العمل أثناء فترات الإعداد باعتبار قلة المواد الموثقة لهذا التراث؛ وشساعة المنطقة التي يتواجد بها، يبقى الرهان قائما لكسب تحدي البحث في جذور الفنون الجبلية والفنون المجاورة والعمل على ضمان كينونتها واستمراريتها بالتعاون مع وزارة الثقافة والجهات الداعمة والشركاء وكل الغيورين على الموروث الثقافي الفني المغربي.