"الحريك"،هي الفكرة التي ظلت تراود قاصرتين تبلغ إحداهما من العمر 14سنة و الأخرى 16سنة تقطنان بمدينة آسفي. ظلت الفتاتان تتابعان عن كتب مختلف عمليات"الحريك"التي يظل عدد من الشباب والشابات ينفذونها سواء تلك التي تنتهي بالنجاح،أو تلك التي تنتهي بالفشل. وبقيت الشابتان تفكران في طريقة للقيام بهاته العملية على أساس أن تتكلل بالنجاح، بحيث ظلت إحداهما في تواصل مستمر عبر شبكات التواصل الإجتماعي بشخص يقطن بالديار الإسبانية الذي تعهد بالتكفل بهما حال وصولهما إلى الضفة الأخرى. شرعت الشابتان في التخطيط لعملية "الحريك"هاته ، من خلال تحديدهما للمراحل التي سيقطعانها والمدن التي ستتم زيارتها من طرفهما، دون نسيان ضرورة حصولهما على مال لتسديد مصاريف الرحلة والسفر. إحدى الفتاتان كانت تتبع خطوات والدتها، وبالضبط في الشق المتعلق بالمال ،بعدما علمت على أن أمها تدخر بعض المال في زاوية بالمنزل، وهو المال الذي قررت سرقة مبلغ منه لسد به متطلبات وحاجيات هاته الرحلة الوهمية. خططت الشابة لعملية السرقة هاته بإتقان، والتي كللت بالنجاح عندما قامت بالفعل بسرقة مبلغ مالي يصل إلى حوالي ثلاثة ملايين سنتيم. مباشرة بعد تنفيذها لعملية السرقة، التقت بصديقتها، وقررتا التوجه في أول وهلة إلى مدينة الصويرة ، وبعدها إلى مدينة مراكش على أساس التوجه إلى البيضاء، ومن هاته الأخيرة صوب مدينة الناظور، ومن هاته الأخيرة صوب الضفة الأخرى. غادرت الشابتان مدينة آسفي، بينما أسرة الشابة وعندما استفاقت لم تعثر على ابنتها التي اختفت عن الأنظار، بل ما زاد من شكوكها في كون ابنتها قد قصدت وجهة غير معلومة هو عدم العثور على مبلغ مالي يصل إلى ثلاثة ملايين سنتيم. وفي المقابل كانت إحدى الفتاتان في تواصل دائم عبر دردشات عبر الفايسبوك مع أحد الأصدقاء التي صرحت له على أنها قد سافرت إلى الصويرة رفقة صديقتها، وبعدها إلى مدينة مراكش، وهي الآن في اتجاه مدينة البيضاء،على أساس أنه من هاته الأخيرة إلى مدينة الناظور،ثم بعدها إلى الضفة الأخرى. أحست الأسرة بحرقة الفراق بعدما استفاقت على اختفاء فلذة كبدها القاصر التي تبلغ من العمر 14سنة والمبلغ المالي، إذ ظلت تبحث وتستفسر عن مصير ابنتها، خصوصا وأنها توصلت بمعلومات تفيد أن ابنتها رفقة صديقتها ترغبان في التوجه إلى الديار الإسبانية عن طريق " الحريك"، ما اضطر بها إلى وضع شكاية لدى أمن آسفي حول موضوع الاختفاء وكافة المعلومات التي توصلت بها عن ابنتها وصديقتها عن طريق الدردشة عبر الفايسبوك. تنسيق تام ذلك الذي وقع بين أحد المدردشين مع إحداهما والأمن بكل من آسفيوالصويرةوبرشيد ، انتهى في آخر المطاف بتوقيف حافلة لنقل الركاب كانت تقل الفتاتين متوجهة إلى مدينة البيضاء وبالضبط على مستوى إقليمبرشيد، حيث تم بالفعل توقيفهما ،لينتهي في آخر المطاف حلمهما الوهمي بمدينة برشيد عوض الديار الإسبانية.