انطلقت مساء الاثنين بالعرائش فعاليات الدورة الأولى من المعرض الجهوي للماء بطنجة تطوانالحسيمة المنظم تحت شعار "الماء بين الحكامة والتراث والابتكار". وأشرف وزير التجهيز والماء نزار بركة وعامل إقليمالعرائش العالمين بوعاصم ورئيس جامعة عبد المالك السعدي بوشتى المومني، بحضور مسؤولي المصالح الخارجية والمنتخبين والمسؤولين وفعاليات المجتمع المدني، على افتتاح المعرض الذي يضم حوالي 50 عارضا يمثلون مختلف المؤسسات المعنية بقطاع الماء ومؤسسات جامعية وشركات متخصصة في تقنيات تدبير الماء. في كلمة بالمناسبة، سلط السيد بركة الضوء على أهم الأهداف المتوخاة من تنظيم هذه التظاهرة الجهوية، موضحا أن المعرض بمثابة فضاء لتوعية وتحسيس المواطنين ومختلف مستعملي الماء بأهمية الموارد المائية، فضلا عن كونه منصة للنقاش بين المختصين والفاعلين ، وكذا المجتمع المدني والمنتخبين لتقاسم التجارب والخبرات والتقنيات الحديثة في مجال الماء، وكذا الموروث المائي الذي عرفته هذه الجهة في تدبير الموارد المائية لسد حاجيات مياه الشرب والمساهمة الفعالة في سقي الأراضي الفلاحية. وصرح الوزير أن المغرب تمكن من كسب رهان التحدي في التموقع ضمن الدول الرائدة في مجال تدبير الموارد المائية، وذلك بالرغم من قساوة الظروف المناخية للمملكة، وذلك بفضل السياسة المائية الحكيمة والمتبصرة التي تبنتها المملكة منذ عقود. وسجل أن مواصلة هذا التحدي، يستلزم اعتماد حكامة جيدة لتدبير أمثل للموارد المائية، من أجل المحافظة عليها وضمان استدامتها، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، لاسيما الداعية إلى اعتماد اختيارات مستدامة ومتكاملة والتحلي بروح التضامن والفعالية، مع ضرورة إطلاق برامج ومبادرات أكثر طموحا، واستثمار الابتكارات والتكنولوجيات الحديثة، في مجال اقتصاد الماء وإعادة استخدام المياه العادمة. في السياق ذاته، دعا الوزير إلى اغتنام فرصة تنظيم هذا المعرض من أجل بلورة توجهات استراتيجية واقتراح أفكار وتوصيات مبتكرة، من أجل التحضير للمرحلة المقبلة وتمكين المملكة من مواصلة جهودها في مجال التدبير المندمج والمستدام للموارد المائية. من جهته، اعتبر السيد بوشتى المومني أن جامعة عبد المالك السعدي عازمة على إيلاء جميع قضايا التنمية المستدامة الاهتمام البالغ على مستوى البحث العلمي وعلى مستوى التكوينات، مشيرا إلى أن الجامعة، بفضل تضافر جهود الباحثين، أحرزت مراتب مشرفة جدا على المستوى الوطني فيما يتعلق بالأبحاث المرتبطة بالمياه النظيفة والحياة تحت الماء، كما أنها ملتزمة بجميع مشاريع البحث التي من شأنها مواكبة التوجهات الوطنية في مجال الماء والطاقة البديلة واستدامة المقدرات الطبيعية. وتابع أن مدينة العرائش تعد فضاء مناسبا لاحتضان هذا المعرض المنظم بتعاون بين الجامعة ووكالة الحوض المائي اللكوس بإشراف من وزارة التجهيز والماء، لكونها تتوفر على شريط ساحلي، وهي عاصمة حوض اللكوس الذي يعد صمام أمان للصناعة الفلاحية والإنتاج الزراعي على مستوى الجهة وعلى المستوى الوطني. وتم خلال حفل افتتاح المعرض تقديم شريك حول إنجازات وأدوار وكالة الحوض المائي اللكوس، إلى جانب تقديم وصلات فنية من قبل أطفال المدارس الابتدائية بتطوانوالعرائش حول أهمية المحافظة على الموارد المائية وعقلنة استهلاكها. ويشكل المعرض الجهوي للماء فضاء لتوعية وتحسيس المواطنين ومختلف مستعملي الماء بأهمية الموارد المائية، كما يعتبر منصة للنقاش بين المختصين والفاعلين وكذا مع المجتمع المدني والمنتخبين، لتقاسم الممارسات الفضلى والتقنيات الحديثة في مجال الماء، إلى جانب إشراك الفعاليات الجامعية والعلمية في ابتكار الحلول وإيجاد الوسائل للمحافظة عل الماء وترشيد استعماله وضمان استدامته.