افتتحت اليوم الجمعة رسميا فعاليات الدورة ال 11 لمهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات ، بعرض فني متميز للفرقة الفنية البولونية لمدينة غورزوف فيلكوبولسكي Gorzow wielkopolski (غرب). ويعود مهرجان تلاقح الثقافات هذه السنة ، والذي تنظمه جمعية اللوكوس للسياحة المستدامة تحت شعار : "لنلتقي من جديد بالعرائش " ، بمشاركة وطنية ودولية مكثفة تغطي فنيا ألوانا متعددة من الموسيقى العالمية ، كما تحاول أن تدمج في هذه الدورة من المهرجان ثقافات فنية لإثنيات مختلفة على طول ربوع المعمور ومن قارات مختلفة، بما يجعله مهرجانا يجسد بالفعل أهدافه الرئيسية المعلنة كمهرجان لتلاقح الثقافات. وأكد منظمو المهرجان ، الذي سيستمر الى غاية 31 من شهر أوكتوبر الجاري ، أنه بعد سنتين من تنظيم المهرجان بشكل افتراضي و دورة حضورية بمجموعتين فنيتين من المغرب و إسبانيا سنة 2021 ،كوسيلة من إدراة المهرجان لرتق أي تقطع وضمان استرسال حضور المهرجان على المستوى الدولي ثقافيا وإعلاميا، مما ساعد إدراة المهرجان في الاحتفاظ بمواعيدها وحضورها الدولي وبعلاقاتها بالفرق الفنية العالمية و مكنها من استجلاب فرق متنوعة و بحضور متميز، ساهم في ضمان هذا الحضور المتواصل للمهرجان طيلة فترة الوباء . وبالمناسبة ، قال عبد الرحمان اللنجري مدير مهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات إن التظاهرة الثقافية تعرف مشاركة ثماني دول ،هي بولونيا وإسبانيا وسلوفاكيا وباراغواي وإيطاليا وألمانيا والعراق و المغرب ، وتتميز في إسهامها في تلاقح الثقافات وتقارب مواطني الدول من خلال الفنون والابداع . وأضاف اللنجري ، في تصريح لقناة M24 ، القناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن المهرجان يسعى أيضا الى مد جسور التعاون الثقافي وتعزيز الروابط الإنسانية بين الدول المعنية ، وتثمين التراث المادي واللامادي للمغرب بشكل عام وإقليم العرائش بشكل خاص . ومن جهته ، قال سفير بولونيا لدى المغرب كارفوفسكي كريستوف KARWOWSKI KRZYSTOF إن مشاركة بولونيا عامة في هذا المهرجان هي مناسبة لتعريف جمهور المغرب بالحضارة والثقافة البولونيتين ، ودعم العلاقات الإنسانية والثقافية بين المغرب وبولونيا . وأضاف أن لبولونيا والمغرب الكثير من القواسم المشتركة الإنساية والتراثية و الحرص المشترك على الحفاظ على التراث المادي واللامادي للبلدين ، معتبرا أن مشاركة الفرقة البولونية تحمل رسالة التقدير من الشعب البولوني وتتطلع الى مد مزيد من العلاقات الثقافية في مختلف تجلياتها . ويتميز مهرجان تلاقح الثقافات هذه السنة ، مثل السنوات السابقة ،بتثمين التراث الثقافي المغربي بشقية المادي واللامادي ، وبحضور دولي مكثف حيث تشارك ،بالإضافة الى المجموعات المغربية ، أزيد من 250 فنانة وفنان أجنبي من الدول المدعوة . وقد تم اختيار فرق من أوروبا الشرقية هذه السنة ، وفق المنظمين ، لتسليط الضوء على المشترك الإنساني مع الدعوة الى تغليب كفة السلم والسلام وإعطاء الفرصة للفن والتلاقح الثقافي كبديل للغة العنف. وسيعرف المهرجان ، الذي ينظم هذه السنة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبدعم من المجلس الإقليمي و جماعة العرائش و وكالة تنمية أقاليم الشمال و مجلس جهة طنجة -تطوان – الحسيمة والكلية متعددة التخصصات بالعرائش ، بالإضافة الى العروض الفرجوية والفنية ،برنامجا مكثفا غنيا بالندوات الفكرية و الأوراش التكوينية . كما ستنظم عروض فنية بمدينة القصر الكبير ،وزيارات مؤطرة و عروض بموقع ليكسوس الأثري و مختلف الساحات التاريخية و أبراج المدينة العتيقة ، ونفس العروض ستقدم أيضا بمدينة القصر الكبير بهدف تسليط الضوء على هذه المعالم و الترويج للسياحة الثقافية بإقليم العرائش . كما سيتم خلال فعاليات المهرجان العمل على عقد إتفاقية شراكة مع الكلية متعددة التخصصات بالعرائش بشكل بهدف الى توسيع عملية الاهتمام بالتراث اللامادي في صفوف الطلبة من خلال السهر على تنظيم موائد مستديرة و ندوات وأنشطة تعزز هذا التوجه الثقافي التراثي بالإقليم ومنح الطلبة فرصة التمرس و الإبداع في تنظيم الملتقيات الدولية .