انطلقت اليوم الخميس بمدينة تطوان فعاليات الاحتفالية النوعية "تطوان عاصمة المجتمع المدني لعام 2022′′، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتعتبر هذه الفعالية ثمرة شراكة بين الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان ومنظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار (إيكسو)، بتعاون مع جمعية تطاون أسمير للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية. في كلمة بالمناسبة، أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان – الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد مصطفى بايتاس، على أن هذه المبادرة المدنية النوعية، عاصمة المجتمع المدني المغربي، نابعة من فكرة توحيد جهود الفاعلين المحليين، من سلطات إدارية ومنتخبة ومجتمع مدني وشخصيات بمختلف مشاربها وانتماءاتها لهدف أسمى وهو خدمة مدينتهم خاصة ووطنهم عامة، موضحا أنه يمكن اعتبارها أحد تجليات المبادرات النوعية والإبداعية لجمعيات المجتمع المدني بالمغرب. وأضاف الوزير أن المجتمع المدني بمختلف مكوناته، بما في ذلك جمعيات مغاربة العالم، تشكل رافعة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة المتوخاة وعنصرا أساسيا في البناء الديمقراطي، وهي، إلى جانب المواطنين والمواطنات، تشكل حلقة مركزية ومحورية في تكريس الديمقراطية التشاركية المكملة للديمقراطية التمثيلية والمتناغمة معها. وشدد السيد بايتاس على أن الحكومة تولي أهمية خاصة للمجتمع المدني للنهوض به ودعمه ومواكبته للقيام بالمهام الدستورية المنوطة به، مُستَمِدَّةً مرجعيتها من أحكام الدستور ومن التوجيهات الملكية السامية إضافة إلى توصيات ومخرجات النموذج التنموي الجديد ومن البرنامج الحكومي 2021-2026. وفي هذا الصدد، أبرز الوزير أن الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان عملت على إعداد استراتيجية طموحة وقابلة للإنجاز في مجال العلاقات مع المجتمع المدني للفترة 2022-2026، تأخذ بعين الاعتبار التراكم الحاصل في هذا المجال، وكذا مختلف توصيات ومقترحات المؤسسات والهيئات الوطنية، بهدف الاستجابة لانتظارات الحركة الجمعوية بالمغرب. من جانبه، اعتبر مدير عام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، أنه بالنظر إلى الإرث التاريخي والثقافي والأدبي لتطوان وإلى أبنائها الذين برزوا في الفكر والدبلوماسية والأدب، فقد استحقت أن تنال المدينة هذا العام لقب عاصمة المجتمع المدني المغربي، معتبرا أن المجتمع المدني يضم قوى مجتمعية متعدد المشارب والاهتمامات ما يجعله ظهيرا مساندا لمؤسسات الدولة وسندا في تنزيل البرامج الحكومية. كما نوه بقدرة المجتمع المدني في التدريب والتكوين وإحداث فرص الشغل، وعلى وضع الخطط الاستراتيجية من واقع استقراء حقيقي بالنظر لوقوفه على تفاصيل الحياة المجتمعية. أما بالنسبة لرئيس منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والحوار، مصطفى الزباخ، فقد أكد أن هذه التظاهرة، التي تأجلت من سنة 2020 إلى سنة 2022 بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، تشكل مناسبة من أجل تسليط الضوء على المخزون الثقافي والأدبي والدبلوماسي الذي تختزنه ذاكرة المدينة، إلى جانب تكريم جمعيات وشخصيات قدمت خدمات جليلة، والمساهمة في تأهيل القيادات الشبابية والمقاولات المواطنة المساهمة في تنمية المدينة. بدوره، اعتبر رئيس جمعية تطاون أسمير للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية، محمد عبد الخالق الطريس، أن تنظيم هذه الفعالية يأتي تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية الحاثة على ترسيخ قيم المواطنة الصادقة والتنمية الجهوية المستدامة وتأهيل الشباب والشابات للانخراط في ورش حداثة المغرب ووحدته الوطنية والترابية. وأشار إلى أن التظاهرة ستنظم بمختلف الفضاءات العلمية والثقافية والتاريخية، كما تتضمن عدة أنشطة على مدى الشهور القادمة، لاسيما ندوات حول التراث الفكري والمادي للمدينة، وإقامة معارض وتكريم شخصيات وهيئات، إلى جانب تنظيم قوافل طبية وعروض فنية وموسيقية ورياضية، والإعلان عن "سفير النوايا الحسنة للمجتمع المدني"، والإعلان عن مدينة سلا عاصمة للمجتمع المدني المغربي لعام 2023. وتوج هذا اللقاء بتوقيع اتفاقية شراكة بين كل من الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان ومنظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار (إيكسو)، دعما لأنشطة هذه الاحتفالية. وتتطرق المحاضرات المبرمجة في هذه الفعالية، التي حضر افتتاحها على الخصوص وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووالي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وعامل إقليمتطوان والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، وعدد من المسؤولين والفاعلين المحليين والمنتخبين، إلى دورة إمارة المؤمنين في الأمن الروحي للمغاربة، والصحراء المغربية والوحدة الوطنية، والخصوصية المغربية في تدبير الماء، والإشعاع الثقافي والعمراني والفني لتطوان، ودور المجتمع المدني في تنزيل النموذج التنموي. يذكر أنه سبق تنظيم محطتين مهمتين من هذه الفعالية، ويتعلق الأمر ب "وجدة عاصمة المجتمع المدني لعام 2018′′ و"تارودانت عاصمة المجتمع المدني لعام 2019". وقد خلفت هاتان المحطتان أثرا إيجابيا وساهمتا في خلق دينامية وإشعاع على المستويين المحلي والوطني.