احتضنت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، مؤخرا، فعاليات اليوم الدراسي "التدبير وتدقيق الجودة" حول موضوع: "القيادة وتدبير الجودة: أي تكامل من أجل تطويرأداء المنظمات؟". ويعتبر هذا اليوم الدراسي موعدا سنويا دأب على تنظيمه فريق البحث في التدبير والأنظمة المعلوماتية وماستر "الاستشارة وتدقيق المنظمات" لفائدة طلبة الجامعة والفاعلين المهنيين وكذا المهتمين بمجال تدبير الجودة. حيث شهدت هذه الدورة حضور أزيد من 70 فاعلا مهنيا ينتمون إلى مقاولات وجمعيات مهنية ومؤسسات عمومية مختلفة. اختيار هذا الموضوع جاء اعتبارا للمكانة التي أضحى يحتلها مفهوم القيادة في تدبير الجودة داخل المنظمات. إذ بحسب التعريف الصادر عن منظمة إيزو سنة 2015، فإن القيادة تستوجب تحديد الغايات والتوجهات العامة ثم توفير الموارد اللازمة مع القدرة على تنظيم فرق العمل وتوجيهها من أجل تحقيق أهداف الجودة المطلوبة. وهي مهام موكولة بالأساس إلى مديري المنظمات. في هذا الإطار، خصصت الفترة الصباحية لتنظيم مائدة مستديرة جمعت مدراء شركات ومسؤولي الجودة بمؤسسات ومقاولات جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ،الذين قدموا من خلالها شهاداتهم وتجاربهم حول ارتباط مفهوم القيادة بتدبير الجودة, وأهمية ذلك في الرفع من أداء المنظمات وتحسين تنافسيتها. فيما عرفت الفترة المسائية تنظيم ثلاث ورشات تكوينية أطرها مجموعة من الأساتذة والخبراء المختصين في مجالات تدبير الجودة والاستشارة والتدقيق. وشكلت هذه الورشات فرصة لتسليط الضوء على مفاهيم الجودة والقيادة داخل المنظمات حسب معاييرإيزو ومراجع الجودة المعتمدة عالميا. التوصيات التي صدرت في ختام فعاليات هذه التظاهرة أجمعت على ضرورة إيلاء أهمية قصوى للجودة داخل مختلف المنظمات سواء منها المقاولات الخاصة أو المؤسسات العمومية ونشر ثقافة الجودة في كل الأوساط، من أجل بناء اقتصاد قوي وتنافسي، وذلك رهين بدور القيادة في تشجيع الإتقان والتحسين المستمراللذان يشكلان جزءا من الثقافة المغربية والإسلامية منذ القدم. وقد عرف هذا اليوم الدراسي إقبالا كثيفا ولقي استحسان المشاركين فيه، مما يدل على نجاحه في تعزيز انفتاح الجامعة على محيطها السوسيو اقتصادي من أجل تدارس الإشكاليات الراهنة المرتبطة بتدبير الجودة.