إعداد يوسف شبعة حضري: إلتصقت تهمة رفض الأخر ب"طنجاوة" مطابقة الحافر بالحافر، سواء كان هذا الأخر من الداخل أو ما يصطلح عليه ب "العروبي"، أو من الخارج خصوصا المهاجرين الأفارقة، وقد أعاد مقتل المهاجر السينغالي شارل بول ألفون، من قبل ملثمين بالمجمع السكني ببوخالف مؤخرا السؤال القديم الجديد هل طنجاوة عنصريون ؟ وهذهي المرة الثانية وفي أقل من سنة يتم فيها تسجيل فيها مثل هذه الحادثة، بحيث سبق لمهاجركاميروني أن لقي مصرعه في شهر دجنبر من السنة الماضية، بعدما سقط من الطابق الرابع لعمارة سكنية إثر تدخل للقوات العمومية على مستوى مجمع العرفان الذي يستقطب تجمعا كبيرا للمهاجرين المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء. جريدة" طنجة 24" الإلكترونية طرحت السؤال "هل طنجاوة عنصريون ؟"على مجموعة من الفاعلين الثقافيين والجمعويين بالمدينة فكانت هذه تصريحاتهم : الكاتب والمترجم :عثمان بن شقرون أعتقد أن لدى جل المغاربة نزعات عنصرية، ليس فقط في طنجة ومدن الشمال، بل أينما وليت وجهك. العنصرية كانت بين المغاربة أنفسهم منذ عقود، قبل ظهور الهجرة من افريقيا جنوب الصحراء، في الشمال ينعتون أهل الداخل بالعروبية ويعتبرونهم أقل شأنا وأكثر انحلالا.. وأهل فاس ينظرون إلى غيرهم كذلك، وأهل الدارالبيضاء ومراكش، أينما وليت وجهك تجد نزعات عنصرية تنظر بازدراء إلى "العروبي" و"الشلح" وتلصق به نعوتا معينة وبالتالي فبعد تحول المغرب إلى قبلة للمهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء ارتفعت حدة النزعات العنصرية، التي ترفض هذه التيارات المتزايدة للهجرة، ولا يمكن ان يقتصر الأمر على طنجة، فالحوادث ذات الطبيعة العنصرية شهدتها مدن أخرى كالرباط والدارالبيضاء إبراهيم الشعبي :المندوب الجهوي لوزارة الإتصال التصرفات التي تصدر ضد الأخر سواء كان " وافدا من مدينة من مدن الداخل" أو من المهاجرين الأفارقة ، هي سلوكيات مخجلة ومشينة، لأن أن الوطن للجميع، فلا يحق لأحد أن يحتكر الوطن أو جزءا من هذا الوطن، له أو لأبنائه، ومن له تلك الميولات "التمييزية" فليختر وطنا آخر غير الوطن الذي يسع كل المواطنين و المواطنات. ولكي أجيب عن سؤال العنوان بكل صراحة: هل طنجاوة عنصريون ؟ أقول لا، لأن المغربي ليس عنصريا و لا يحق له أن يكون كذلك، و لكن هناك سلوكيات غير واعية تنتج عموما عن قلق أو توتر أو غضب قد تفقد الشخص توازنه و اتزانه و يقوم برد فعل قد يكون جارحا و مؤلما للآخر، سواء كان هذا الآخر غير شمالي أو غير مغربي. و هذه السلوكيات المرفوضة أصلا تبعدنا لامحالة، عن قيم التسامح و التصالح و المواطنة الحقة المؤرخ رشيد العفاقي : العنصرية في أبسط تعريفها هي فكرة تتبناها جماعة تعتقد بتفوقها وتميزها الاجتماعي عن غيرها من الفرق والطوائف إلى حدود القول بأنها من عرق متميز، ويعتقد أهل هذه الجماعة أن لهم قدرات فكرية وسمات خُلقية وخَلقية فريدة لا يمتلكها غيرهم، وتترتب عن هذا التفكير سلوكات وظواهر من العنجهية واحتقار الآخر واحتكار السلطة والمال وتداولهما في نطاق الجماعة المذكورة، وهي سلوكات تدخل كلها في خانة الميز والفصل بين الطوائف. – والعنصرية لها علاقة بالشوفينية، التي هي الغلو في حُبِّ الذات، وحُبّ الجماعة، وحب بلد الانتماء، إلى حدود إنكار الفضل عن الآخر أو لعلها تكون مقترنة دائما بإنكار الفضل عن الآخر. - والعنصرية فكرة سيئة في شكلها النّظري والرمزي أو المعنوي، أما في تطبيقاتها العملية فإن قدر سوءها يتضاعف بلا شكّ ويتحول الأذى الناتج عن هذا السلوك إلى درجة من الخطر إذا اقترنت بالسلطة، بمعنى أن تكون السلطة هي الجهة التنفيذية. فالجماعات الفاقدة للسلطة من البعيد ليس من السهل نلصق بها تهمة العنصرية لأنه ليس لعنصريتها فاعلية مؤذية تصل إلى مرحلة الخطورة حتى وإن صدرت من أفرادها سلوكات تدخل – في الظاهر- في إطار التمييز، فقد يكون ذلك راجع لتراكمات حضارية تتميز بها عن غيرها .. وإن كانت بعض تلك السلوكات لا تخلو من نقائص قد تزري بالتميز .. بمعنى أن الجماعات المتيزة، أو التي تدعي التميز، ليست بالضرورة عنصرية فثمة جماعات في تكوينها الاجتماعي علاقات وسياقات أدت إلى تشكلها على ذلك النحو من الكتلة الاجتماعية المتميزة تصدر عنها سلوكات مختلفة قد تفسر في حال من الأحوال بأنها عنصرية طنجة شاء لها التاريخ والجغرافيا أن تتميز عن باقي المدن المغرب فقد حكمتها دول وقوميات وأصبحت مقرا للديبلوماسيات الأوربية والأمريكية بداية من القرن 18م وهكذا تشكل في المدينة نمط من العيش يختلف عن بقية أنماط العيش الموجودة في المدن المغربية الأخرى، نمط يتداخل فيه الأوربي مع المغربي مع غلبة للأول في أحقاب من تاريخ المدينة في العهود القريبة، وقد نعتت غير مرة بأنها قطعة من أوربا على أرض أفريقيا، على أن السمة التي تلتبس على البعض فيقوم بتفسيرها بشكل عكسي هي المحافظة الدينية عند أهالي طنجة، فعلى الرغم من أن طنجة صبت فيها على مدى قرون روافد من عوائد وتقاليد التحرر الأوربي فإن المجتمع الطنجي ظل مجتمعا متدينا وهو إلى الآن كذلك ما في هذا شك ... وهذه الخاصية تجعل أفراده ينطلقون في معاملتهم بأسلوب الحذر مع الغرباء في البداية ... إلا أنه حال ما تطمئن النفوس من التزامهم بأخلاق الدين وشرائعه وترتاح لهم طويتهم حتى ينعكس النفور إلى ترحاب واحتفاء، فأهل العلم الدين والصلاح رزقوا على مدى التاريخ القبول من أهل طنجة ... من المجازفة الحديث عن "عنصرية طنجاوية" .. ولعل إذا تجوزنا في الاصطلاحات يمكن أن نتكلم عن "التصرف العنصري" لدى بعض سكانها .. ولهذا التصرف جدور .. لقد ظل الطنجيون منذ زمن بعيد وهم يرون الوظائف في مدينتهم لا تسند إلا للغرباء الطارئين على المدينة ، قرأت الشكوى من هذا التصرف في جرائد طنجة بداية القرن العشرين، كما وجدت نفس الشكوى تتردد في صحف طنجة مع بداية عهد الاستقلال، وقبل أعوام 2007 صادفتُ الشكوى تتردد في عدد من الصحف المحلية ... ولاتزال هذه النغمة مسموعة في المجتمع الطنجي وإن كانت بشكل أقل حدة من الماضي ... مما يعني أن ذلك التصرف السيء لايزال ملازما للمدينة ... مما جعل أبناء البلد يتذمرون من استئتار البرانيين وحدهم بالوظائف .. وغير خاف أن طنجة عانت من التهميش طويلا، بدأ منذ زمن بعيد إلا أنه أخذ منعطفا جديدا بعد الاستقلال وما أعقبه من زوال نظام طنجة الدولية عام 1962 .. فقد سحبت من البنوك رؤوس الأموال وغادرت المدينة الشركات التجارية الكبرى تاركة المدينة في أزمة اقتصادية لم تعرفها في تاريخها .... في حين شرعت الدولة عبر العديد من السياسات في تسمين المغرب النافع إلى أن تضخم بشكل فضائحي ... في ذات الوقت كان الرأي السائد عند المغاربة أن الطنجاويين أوفر مالا من أهل الداخلية ... أسطوانة أصبحت مشروخة .. ولُعبة لم تعد تنطل على أحد في طنجة وفي غير طنجة ... ذلك الرأي الملغوم كان وراءه ناس قضوا مصالح ... ومع ذلك تبدو أزمنة التهميش رومانسية اليوم بعد أن تعقدت القضايا الاجتماعية والاقتصادية. العناية الرسمية الوطنية التي عرفتها طنجة في السنين الأخيرة كانت خيرا على الأوضاع بالمدينة إلا أنها جاءت محمّلة ببعض المشاكل وهو أن الشركات والمعامل التي حطت الرحال بطنجة ودشنت مشاريعها بالمدينة وجوارها جلبت معها بعض السلبيات التي تغدي التصرف العنصري مثل أن غالبية العاملين من خارج طنجة ... وقد بلغت العنصرية مداها بعد أن عرضت الشركات فرصا شغل لعمال شارطة أن يكونوا من غير الطنجيين ... عدا هذا نجد أن الكثير من الوافدين يحملون أفكارا مسبقة خاطئة عن الطنجي وسلوكاته الشوفينية ..مما نتج عنه ردود فعل متشنجة.. مما زاد النفرة تعقيدا ... فالعنصرية بمعنيْها الفكري والمادي لا وجود لها في طبيعة نفسية وعقلية أهل طنجة إنما يمكننا أن نتكلم عن بعض النفرة الطبيعية من الغرباء. وإذا كان لنفور الطنجاويين من الغرباء - إذا صح- أو وجد في بعض الحالات- فإن له أسبابا عميقة لا يتحمّل سلبياته أهل طنجة وحدهم، وقد شرحنا جذور هذا المشكل .. أما الشوفينية فهي كذلك لا محل لها عند الطنجيين .. ومن خالط أهل طنجة وعرفهم عن قرب لمس تواضعهم وروحهم المرحة التي تتجلى في عدد من الأصعدة ... على أن الطنجاوي كان ولايزال معتدٌّ بنفسه وخصوصية بلدته ... وإذا كان البعض لديهم حساسية من هذا الاعتداد بالنفس والاعتزاز بالخصوصية الجغرافية والاجتماعية فإن البلاد ملئى بالمصحات النفسية يمكنه أن يذهب إلى هناك للعلاج .. وأما الذين يعملون لمحو هذه الخصوصية والتميز الغير المقترن بإنكار الفضل عن الآخر- كيفما كان هذا الآخر - فعليهم أن يعرفوا أنهم يسيؤون بعملهم إلى المغرب عامة ويشوهون صورته ذات التعددية الثقافية والاجتماعية علي بن صادق الريفي – باحث في التاريخ طنجاوة مساكين مغلوبون على أمرهم ..بما طالهم من التهميش و الإقصاء حتى تصور البعض أنهم عنصريون لا يحبون البراني ...عجبي من بلد يمتلكها البراني أكثر من أبناء البلد مفاصل الإدارة و التسيير في يد من اليوم ؟؟؟ طنجاوة مساكين بكل معنى التمسكينة إنهم كالبرساويين و المدريدين حين عجزوا عن صنع كرة لديهم توجهوا لتشجيع الآخرين ..هكذا هم طنجاوة عندما وجدوا لاشيء في يدهم اتجهوا إلى اسم طنجة ليختبئوا وراءه هذا كل ما في الأمر.