– متابعة: يرن هاتف الطوارئ بمقر الوقاية المدنية بطنجة، المتصل هو أحد المواطنين من حي مرشان، يفيد بوجود حريق في مكان ما لم يتبين موقعه، يجيبه المسؤول المكلف باستقبال اتصالات المواطنين، بأن ما رآه ليس دخان حريق وإنما هو دخان منبعث من مطرح النفايات بمقاطعة مغوغة. الاتصال الذي تلقته مصالح الوقاية المدنية، زوال يوم أمس الاثنين، هو واحد من عدد كبير من الاتصالات المماثلة من عدة مناطق في المدينة، والجواب الذي كان يتلقاه المتصلون، هو أن مصدر الدخان الأسود الكثيف، مطرح النفايات. منذ أكثر من شهر، أصبح نطاق تأثيرات مطرح النفايات العمومي في منطقة مغوغة، يتسع أكثر فأكثر لتصل تأثيراته وروائحه الكريهة إلى مختلف مناطق مدينة طنجة، حيث بات مشهد دخان أسود كثيف يتراءى من مختلف المناطق، مشهدا يوميا يتساءل العديد من المواطنين عن مصدره. وفي الوقت الذي ما يزال فيه مسؤولو طنجة، يكررون وعودهم بتخليص المدينة من هذا المطرح الذي أصبح عالة على السكان ومصدر خطر حقيقي على صحتهم، فإن عمليات تدبير النفايات تتم فيه بشكل يومي، في انتظار فتح المطرح النموذجي للنفايات، الذي وعد به عمدة المدينة منذ أكثر من سنة. والطريف، أنه في نفس الوقت الذي كان فيه مطرح النفايات في مغوغة ينفث فيه أدخنته وإفرازاته في سماء التجمعات السكنية في طنجة، اختار العمدة فؤاد العماري، بث فيديو على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي، جدد من خلاله وعده لساكنة المدينة بتخليصها من هذا المطرح بشكل نهائي وتعويضه بالمطرح الجديد بجماعة المنزلة. ومن خلال نفس التسجيل الذي بثه العماري على شكل برنامج مرئي تحت اسم "حديث الاثنين"، أكد أن الدراسة بخصوص المطرح الجديد اقتربت من الاكتمال ولا زال هناك سوى أسابيع قليلة وتنطلق الاشغال بهذا المطرح الذي سيتم انجازه وفق معايير ومواصفات دولية. غير أن مشروع إحداث مطرح عومي حديث، على حد وصف المسؤولين، يعتبر متأخرا جدا، بحكم أن المطرح الحالي قد بلغ طاقته الاستيعابية منذ ثلاث سنوات، حسب دراسة أنجزتها مؤسسة "التعاون الدولي التقني الألماني"، التي طالبت السلطات بضرورة التعجيل ببناء مطرح عمومي مراقب للنفايات الصلبة على مستوى مدينة طنجة، حيث نبهت الدراسة من وقوع الأسوء في حال أي تأخير عن فتح مطرح جديد يواكب المعايير الدولية ويراعي النمو الديمغرافي لمدينة طنجة.