– متابعة: حل الملك فيليبي السادس والملكة ليتيثيا، عاهلا مملكة إسبانيا، الاثنين 14 يوليوز، بالعاصمة الرباط، في زيارة رسمية للمغرب بدعوة من الملك محمد السادس. ولدى وصولهما إلى مطار الرباط- سلا، وجد الملك فيليبي السادس والملكة ليتيثيا في استقبالهما الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي رشيد، والأميرات للا سلمى للامريم وللا أسماء وللا حسناء. وبعد أن استعرض الملك محمد السادس وضيفه الكبير تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، تم تقديم التمر والحليب إلى ضيفي المملكة المغربية جريا على التقاليد المغربية الأصيلة. وبعد استراحة بالقاعة الشرفية لمطار الرباط- سلا توجه الموكب الملكي نحو ساحة المشور حيث سيخصص استقبال رسمي للضيفين. ويجمع الخبراء على كون زيارة ملك إسبانيا تكرس الأبعاد الاستراتيجية الثابتة للعلاقات المغربية-الإسبانية، وتندرج في إطار الاستمرارية، إذ تتزامن زيارة الملك فيليبي مع مرور سنة على زيارة والده الملك خوان كارلوس، في 17 يوليو 2013، على رأس وفد اقتصادي كبير للمغرب. وسيشكل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الجارين أحد أبرز محاور جدول أعمال الزيارة الملكية الإسبانية للمغرب، خلال اليومين المقبلين، غير أن التداعيات الأمنية والاستراتيجية للحرب في سوريا والعراق والساحل الأفريقي والتعاون في مواجهة التهديدات الإرهابية، ستشكل أحد أبرز محاور الزيارة، خاصة بالنظر لتداخل نشاط الجماعات الإرهابية على طرفي الحدود بين البلدين، في مجال تجنيد وإرسال المقاتلين إلى بؤر التوتر، التي أصبحت تشكل أحد أكبر التحديات الأمنية للمغرب وإسبانيا، إضافة إلى مكافحة الجريمة العابرة للحدود والاتجار في المخدرات والبشر. وبهذا الصدد، تتجه إسبانيا إلى تعزيز التعاون مع المغرب في مجال التأطير الديني للجاليات المسلمة بإسبانيا، خاصة الجالية المغربية التي تعد أكبر جالية أجنبية في البلاد بأزيد من 792 ألف شخص. وتسعى إسبانيا في هذا المجال إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال حماية الأمن الروحي للمواطنين والوقاية من التشدد والتطرف والإرهاب، ومن برامج تكوين الوعاظ والمرشدين والمرشدات وتأطير المساجد والخطاب الديني. وتصبو إسبانيا من الناحية التجارية إلى أن تصبح الشريك الأول للمغرب، بعد إن كانت تحتل المرتبة الثانية خلف فرنسا. وتمكنت إسبانيا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من أن تزحزح فرنسا عن موقعها كأول مصدر للواردات المغربية، إذ رفعت حصتها من الواردات المغربية إلى 13.5 في المائة مقابل 12.9 في المائة بالنسبة لفرنسا. أما بالنسبة للصادرات المغربية، فرغم أن فرنسا ما زالت تحافظ على المرتبة الأولى بحصة 24 في المائة، مقابل 20 في المائة لإسبانيا، إلا أن إسبانيا تتجه لاحتلال المرتبة الأولى، إذ تعرف صادرات المغرب إلى إسبانيا نموا قويا بمعدل يتجاوز 16 في المائة، في حين تجتاز صادراته نحو فرنسا مرحلة ركود.