: لم يكن عبد اللطيف بنيحيى يظن وأسرته تتنقل من حي لآخر بين جنبات طنجة، أنه سيصاب بأنانية تجعله منحازاً لهذه المدينة، وبعشق لها يتملكه حتى أنه لم يعد ينطق إلا بها وعنها. بين دروب المدينة القديمة، وبناياتها التاريخية، ولد الإعلامي الشاعر، وتربى وسط جيل يعتبر من نوابغ طنجة وأعلامها بين العهدين، وتشبع بحب معالمها التي تنطق التاريخ والحضارات، فلم يمنعه الترحال ولا التجوال من صون العهد، وحفظ الود، والتعبير عن التعلق الكبير بها كلما سنحت الفرص. بين التربية والتعليم والإعلام والشعر، غاص عبد اللطيف بنيحيى في كل مناحي الحياة، خبر البر والبحر، وملك الصوت والكلمات، فلان له الميكروفون، وانصاعت لأوامره الحروف الأبجدية، فكان الإعلامي المتميز، وكان الشاعر والزجال، وكان البحار والبدوي، وكان الصديق الحميم لكل من تعاقبوا على حمل مشعل الفكر والأدب، من طنجة وحتى آخر نقطة على خارطة العالم العربي. منحاز إلى طنجويته المعهودة، ومرتجل عما عهده ميكروفون إذاعة طنجة، يفتح عبد اللطيف بنيحيى أوراق ذاكرة من زمن مضى، ذاكرة مليئة تحكي تاريخ رجل ومدينة، وليس الرجل كغيره، وليست المدينة ككل المدن. من نافذة "طنجة24" وإلى قرائها، يأبى أنيس البحار إلا أن يطل وكل يوم، ويحكي مسيرة مليئة بالمواقف والطرائف والأحداث، ويوثق لحقبة أبطالها سياسيون وإعلاميون وفنانون وأدباء...مابين فرح اللقاء، وألم الفراق، وصدمة الدسائس والمكائد.